ما هو سبب ألم الكتف الأيمن؟ وهل يعد مؤشر خطر؟

عادة ما يكون سبب ألم الكتف الأيمن غير مرضي، ولكنه قد يحدث نتيجة أمراض وحالات تؤثر إما على الهيكل العضلي والأوتار والأعصاب المحيطة أو تكون متعلقة بالصدر أو القلب أو حتى الجهاز الهضمي، لذا قد تكون الأعراض مختلفة وغير مُفسرة في بعض الحالات ما يجعل البحث عن سبب الألم ضرورياً قبل بدء المعالجة.

ينتشر ألم الكتف الأيمن بشدة نظراً لأن مفصل الكتف أكثر المفاصل حركة في الجسم، كما أن الأنشطة اليومية التي تتطلب الحركة المتكررة وممارسة الرياضة والقيام بالأعمال اليدوية قد يزيد الأمر سوءاً. ترتفع احتمالية الإصابة بمثل هذه الآلام بعد سن الستين نظراً لميل الأنسجة الرخوة المحيطة بالكتف إلى التدهور مع تقدم العمر.

ما هو سبب ألم الكتف الأيمن؟

يختلف طبيعة الألم مع اختلاف أسباب ألم الكتف الأيمن فقد يكون ألماً مستمراً وقد يرتبط فقط بالتحريك أو الرفع. يوجد أسباب عديدة نذكر أشيعها في السطور الآتية.

• مرض الكفة المدورة وهي مجموعة من العضلات والأوتار التي تحيط بمفصل الكتف. تُصاب أنسجة الكفة المدورة أو تلتهب الأوتار المحيطة بها وذلك غالباً عند الأشخاص الذين تتطلب أعمالهم  إجراء حركات علوية بشكل متكرر مثل الرسامين والنجارين. تحدث أمراض أكثر خطورة عندما يتمزق وتر أو أكثر في الكفة المدورة.
• التهاب مفصل الكتف: يحدث ذلك عند تآكل الغضروف المغطي لنهاية العظام بسبب الهشاشة العظمية. نلاحظ ذلك بشدة عند النساء نظراً لارتفاع نسبة هشاشة العظام لديهم.
• خلع الكتف: يصبح مفصل الكتف غير مستقر ويكون عرضة لتكرار الاضطرابات ويحدث ذلك غالبًا بسبب الإصابات الرياضية وحوادث السيارات والرضوض الشديدة على المنطقة.
• تجمد الكتف: حالة مؤلمة يصبح فيها النسيج الضام المحيط بمفصل الكتف صلبًا وملتهبًا مما يُقيد حركة الكتف ويُعزي ذلك في كثير من الحالات إلى حالة التهابية في المنطقة مجهولة السبب.
• التهاب الأوتار التكلسي: حالة تتراكم فيها رواسب الكالسيوم في الكفة المدورة أو حولها، ما يجعل الحالة مشابهة لتجمد الكتف بشكل أكثر إيلاماً.
• التواء الكتف: يشير ذلك إلى حدوث شد أو تمزق في أربطة الكتف.
• أمراض المناعة الذاتية تلعب جزءاً من الأمر فقد يكون سبب الألم هو مهاجمة جهاز المناعة للمفاصل وإحداثها للالتهاب مثلما يحدث في حالات  الداء الرثياني أو ما يسمى بالتهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid arthritis. الشعور المتناظر بالألم والتورم في كلا الكتفين في وقت واحد يميز هذا المرض.

هل يؤثر ألم الكتف الأيمن والرقبة على الأنشطة اليومية؟

يؤثر الألم على الأنشطة اليومية بشكل مختلف حسب نوع الإصابة وامتداد تأثيرها فقد تصل للرقبة واليد كاملة. تتمثل أنواع عديدة بألم تمهيدي  في مرحلة ما قبل التجمد في حركة المفصل وفي حالات أخرى يكون ألماً شديدًا ومفاجئًا مثل حالات الكسر أو الالتواء، يترافق أيضاً مع تنميل ووخز في الذراع والرقبة إذا كان التهاب الأعصاب مسبباً لذلك.

قد يكون سبب ألم الكتف الأيمن هو تلف في أحد الأعصاب الطرفية، مما يؤدي إلى التنميل أو الضعف في اليد والرقبة والأطراف بالتوازي مع ألم الكتف. يحدث ذلك في حالات مثل مرضى السكري في الحالات المتأخرة وتأذى الأعصاب لديهم أو يكون مجهول السبب.

متى يكون ألم الكتف الأيمن خطير؟

 يربط الناس عادة ألم الكتف الأيمن أنه ألم عضلي أو هيكلي غير مرتبط بباقي الأمراض إلا أن بالرغم من كونه بالفعل كذلك قد تكون أمراض أخرى أكثر خطورة سبب ألم الكتف الأيمن مثل:

• النوبة القلبية: بالرغم من ارتباطها الوثيق بألم الكتف أو اليد اليسرى إلا أن  بعض الأشخاص قد يشعر بألم في الكتف الأيمن والذراع الأيمن أو في كلا جانبي الجسم.

التهاب المرارة: قد تترافق مع ألم الكتف الأيمن في نسبة عالية من المرضى مما يجعله مؤشر قوي يجب نفيه قبل اللجوء لتخفيف الألم.

تعطي بعض العلامات مؤشراً لكون ألم الكتف أكثر خطورة ما يجعل التوجه للطبيب أمراً حتمياً ومن هذه العلامات:

• ترافق الألم مع غثيان وقيء ودوار.
• الشعور بالتعرّق الشديد.
• تسارع في معدل نبضات القلب.
• الشعور بضيق في التنفس.

كيف يمكن علاج ألم الكتف الأيمن؟

معرفة سبب ألم الكتف الأيمن يساعد الطبيب على تحديد خطة العلاج، تُوجد علاجات مساعدة قد تخفف من الألم متوسط الشدة وتحسن حالة المريض تدريجياً مثل:

• الراحة: الابتعاد عن الأنشطة التي تُجهد المنطقة.
• الثلج: وضع الثلج أو الكمادات الباردة على المنطقة المصابة لمدة 15 إلى 20 دقيقة عدة مرات في اليوم قد يخفف من الألم.
• تطبيق ضغط على المنطقة المصابة عبر لف أو وضع ضماد للمساعدة في تخفيف التورم.
• يمكن أن يساعد رفع الكتف الأيمن والذراع أثناء الاستلقاء بتخفيف الحالة. يجب الحذر من الوضعيات الخاطئة حيث أن ضعف المنطقة المصابة قد يجعل أذية أنسجة الكتف المُحدثة أسوأ.
• تمارين المرونة والتمدد يوجد العديد من التمارين يمكنها أن تحسن حالة الألم خاصةً في حالات مثل تجمد الكتف كما أنها تزيد من مرونة وسهولة حركة المنطقة المصابة.

يتخذ الطبيب القرار المناسب بناءً على شدة الحالة وتطور الأعراض فبعض الحالات يوصي الطبيب بتثبيت المنطقة بحمالة أو دعامة لذا يجب التأكد أن إصابتك تستدعي اللجوء لمثل هذه التمارين أم لا فالبعض منها قد يترك أثراً جانبياً وخيماً.

كيف يمكن علاج ألم الكتف الأيمن والرقبة؟

يبدأ العلاج بمعرفة سبب ألم الكتف الأيمن وعلاجه فمثلاً في حال كان المريض مُصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي يجب تدارك حالة الالتهاب أولاً ومن ثم التوجه لمعالجة أعراض الكتف بشكل منفصل.

يمكن اللجوء أيضاً للأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين فذلك يساعد في تخفيف الألم والتورم المُحدث.

ما هو الدواء المناسب لالتهاب الكتف؟

تُوجد  عدة خيارات دوائية يختار بينها الطبيب حسب تشخيصه السريري ومعرفته سبب ألم الكتف الأيمن ومنها:

• حقن الكورتيكوستيرويد: حقن موضعية تهدف لتخفيف الحالة الالتهابية، مثل: ديبوميدرول Depo-Medrol.
• مسكنات الألم التي تحتاج وصفة طبية مثل المُسكِّنَات الأفيونيَّة والكورتيكوستيرويدات الفموية فهي تساعد على تخفيف الألم والتورم والالتهاب الحاصل، بروفين 600 مجم Brufen 600 mg، أو توريكوكس Toricox.
• المرخيات العضلية: قد تساعد  في علاج الألم إذا كان سببه توتر أو تشنج عضلي حول مفصل الكتف، مثل: ريلاكسون Relaxon.
• كريمات أو جل مسكن ومضاد للالتهاب، مثل: فولتارين إيمولجل Voltaren emulgel، أو رومافين Romafen gel.

بعض الحالات تستدعي المعالجة الفيزيائية التي تساعد على استعادة القوة والمرونة ونطاق الحركة. قد لا يُجدي كل ما ذُكر نفعاً في الحالات الشديدة فيضطر الطبيب لإجراء تدخل جراحي.

قد يكون سبب ألم الكتف الأيمن كما وضحنا مجرد عادات يومية مثل وضعية نوم خاطئة أو حمل أشياء ثقيلة وقد يكون السبب حالة طبية كامنة، لذا إذا استمر الألم أو زادت شدته، يجب عدم التهاون بالأمر واستشارة الطبيب، حتى لا تتفاقم الحالة، أو تعوق قدرة المريض على ممارسة أنشطته اليومية.

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.