ما العلاقة بين مرض السكري والسمنة؟
على الرغم من أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بمرض السكري أو مضاعفاته مثل القدم السكري ، إلا أنه من المعروف أن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطورة الإصابة به، تعد السمنة أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، في موضوعنا سنتعرف على العلاقة بين مرض السكري والسمنة وكيف يؤثر كل منهما على الآخر.
ما العلاقة بين مرض السكري والسمنة؟
تزيد السمنة من خطورة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى من 80% إلى 85%، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة - أي أن مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 أو أكثر -، يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 80 مرة مقارنة بمن لديهم مؤشر كتلة الجسم أقل من 22، وخاصة في حالات تركز الوزن الزائد حول منطقة البطن - يُعرف ذلك بالسمنة المركزية أو السمنة البطنية وهي أحد أخطر أنواع السمنة .
تشير الدراسات إلى أن دهون البطن تحفز إفراز بعض المواد الكيميائية من الخلايا الدهنية، تقلل هذه المواد من حساسية الجسم للأنسولين الذي ينتجه عن طريق تعطيل وظيفة الخلايا المستجيبة للأنسولين وتقليل قدرتها على الاستجابة له، تعرف هذه الحالة بمقاومة الأنسولين، وهي السمة المميزة لمرض السكري من النوع الثاني.
يُعتقد أيضًا أن السمنة تؤدي إلى إحداث تغييرات في عملية التمثيل الغذائي في الجسم، وتتسبب هذه التغييرات في إطلاق الأنسجة الدهنية جزيئات الدهون في الدم، يمكن أن تؤثر جزيئات الدهون هذه أيضا على الخلايا المستجيبة للأنسولين وتسبب تقليل حساسيتها للأنسولين.
هناك طرح آخر اقترحه العلماء مؤخرا، وهو أن السمنة تؤدي إلى مقدمات السكري وهي حالة استقلابية تتطور دائمًا إلى مرض السكري من النوع الثاني. يمكن أن يساعد تقليل وزن الجسم الزائد في عكس مقدمات السكري ومقاومة الأنسولين.
يمكن أن تظهر مقاومة الأنسولين لدى الأشخاص غير المصابين بداء السكري، ولكنها تجعلهم أكثر عرضه للإصابة به، في هذه الحالات يساعد فقدان الوزن الزائد والالتزام بنظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام على تقليل خطر الإصابة بالمرض.
إذًا كما عرفنا، فإن السمنة قد تؤدي إلى الإصابة بالسكري، فهل يسبب السكري زيادة الوزن أو السمنة؟ هذا ما سنجيبك عنه في الفقرة التالية.
هل مرض السكر يسبب زيادة الوزن؟
تعد زيادة الوزن أحد الأعراض الشائعة لمرض السكري وللحالات الطبية الأخرى المتعلقة بهرمون الأنسولين.
يزداد خطر زيادة الوزن والإصابة بالسمنة لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO) لعام 2003، فإن 90% من مرضى السكري من النوع الثاني إما يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
قد تنتج زيادة الوزن كأثر جانبي للعلاج بالأنسولين؛ إذ على الرغم من أن الأنسولين يساعد على تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم، إلا أنه يعزز أيضًا تخزين الدهون في الجسم، ما يؤدي إلي زيادة الوزن والإصابة بالسمنة.
تنتج الإصابة بالسكري من النوع الثاني عن عدم قدرة الأنسولين على القيام بدوره بشكل صحيح - يطلق على ذلك مقاومة الإنسولين -، وبالتالي ترتفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير، ويعاني معظم الأشخاص من زيادة الوزن عند تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني، وهذه الزيادة تجعل السيطرة على مستويات السكر في الدم أكثر صعوبة.
تعرف أكثر عن التغذية ومرض السكري
لماذا ينقص وزن مريض السكر؟
عند الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، لا يستطيع الجسم التعامل مع الجلوكوز بشكل صحيح؛ بسبب عدم إنتاج البنكرياس لكمية كافية من الأنسولين، ونتيجة لذلك يتراكم الجلوكوز في مجرى الدم، وعندما ترتفع مستويات الجلوكوز، تعمل الكلى على التخلص من السكر غير المستخدم عن طريق البول، ما يسبب فقدان الوزن بسبب الجفاف وفقدان السعرات الحرارية من السكر الذي لم يستخدم كطاقة.
لذا يمكن أن يتسبب مرض السكري من النوع الأول غير المشخص أو غير المعالج في فقدان الوزن، بالرغم من أن شهية المصابين تكون طبيعية أو متزايدة، ولكن يعود الوزن عادة إلى طبيعته بمجرد التشخيص والالتزام بالعلاج.
هل إنقاص الوزن يشفي من السكري؟
يعد السكري من النوع الأول مرض مزمن لا شفاء منه، ولكن بالنسبة للسكري من النوع الثاني قد تتحسن مقاومة الأنسولين بالجمع بين فقدان الوزن وممارسة الرياضة.
الوصول إلى الوزن المثالي لمرضى السكري من النوع الثاني، وممارسة الرياضة بانتظام يجعل من السهل الوصول إلى مستويات السكر الطبيعية في الدم، وفي بعض الحالات، قد تعود قدرة الجسم على التحكم في نسبة السكر في الدم إلى طبيعتها، ويتوقف المريض حينها عن تناول أقراص السكر، ولكن بشرط الاستمرار في الالتزام بالنظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، والمتابعة الدورية مع الطبيب للتأكد من استقرار الوضع وعدم وجود حاجة إلى العودة للدواء مرة أخرى.
ختاما، باستقراء أسباب مرض السكري وأعراضه نجد أن هناك روابط راسخة بين السمنة ومرض السكر من النوع الثاني، وبدون اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة المناسبة، يمكن أن تؤدي السمنة إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا، ولكن الخبر السار هو أن تقليل وزن الجسم، حتى ولو بمقدار ضئيل، يمكن أن يساعد في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض التمثيل الغذائي مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأنواع من السرطان. تشير بعض التقارير إلى أن خفض وزن الجسم بنسبة 5% إلى جانب ممارسة تمارين معتدلة الشدة بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة أكبر من 50%.
ما هو أفضل علاج للسمنة؟
توجد بعض الأدوية التي من شأنها تقليل كمية الدهون الممتصة ومنها:
زينيكال اورليستات 120 مجم 84 كبسولة Xenical Caps
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفى أندلسية حي الجامعة لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن الاستغناءعن السكر نهائيًا؟
كم السكر الطبيعي لعمر 40؟
مشاركة المقال