ما هو انقطاع النفس النومي وهل يؤدي إلى الضعف الجنسي؟

ما هو انقطاع النفس النومي وهل يؤدي إلى الضعف الجنسي؟

الصحة العامة

هل تستيقظ ليلًا مفزوعًا غير قادر على التنفس؟ هل لاحظت أنك تشخر أو تتوقف عن التنفس وأنت نائم؟ انقطاع النفس النومي ليس مجرد اضطراب بسيط في النوم، بل هو جرس إنذار من جسمك يخبرك أن شيئًا ما ليس على ما يرام! 
في هذا الدليل الشامل، سنأخذك في رحلة لفهم هذا المرض: ما هو، أسبابه، مخاطره على القلب والذاكرة، وكيف يمكنك تشخيصه أو علاجه، سواء بأجهزة طبية أو تغييرات بسيطة في نمط حياتك.

ما هو انقطاع النفس النومي وما أسبابه؟

انقطاع النفس النومي هو حالة صحية يحدث خلالها توقف للنفس عدة مرات خلال النوم، وبالتالي يحاول المخ إنقاذ الإنسان من خلال إيقاظه في كل مرة لاستعادة التنفس الطبيعي.

يعاني مرضى انقطاع النفس النومي من عدم القدرة على النوم بشكل صحي أو لفترات كافية، وقد يتطور الأمر لحدوث بعض المضاعفات، مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.

تختلف أنواع انقطاع النفس النومي نظرًا لاختلاف الأسباب، وإليك أبرز أسباب انقطاع النفس النومي:

  • انقطاع النفس الانسدادي: تسترخي عضلات النفس أثناء النوم وتسبب في الضغط على الأنسجة المحيطة بالقصبة الهوائية، وبالتالي تسد مجرى الهواء.
  • انقطاع النفس المركزي: نتيجة اضطراب الإشارات التي يرسلها المخ إلى العضلات المسئولة عن التنفس أثناء النوم، وبالتالي تنقبض تلك العضلات وينقطع النفس.
  • انقطاع النفس المختلط: تجتمع فيه أسباب انقطاع النفس الانسدادي والمركزي.

هل انقطاع النفس النومي يؤثر على صحة القلب؟

أثبتت الدراسات العلمية أن انقطاع النفس النومي يؤثر بالسلب على حالة القلب، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، ومرض الشريان التاجي، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بالسكتة القلبية.

كيف أعرف إذا كنت أعاني من انقطاع النفس أثناء النوم؟

يمكن للمريض أو المحيطين به توقع احتمالية الإصابة بانقطاع النفس النومي من خلال متابعة الأعراض كما يلي:

  • الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل.
  • حدوث نوبات من توقف النفس أثناء النوم، وهو ما يلاحظه المحيطين بك.
  • التنفس بطريقة غير طبيعية، مثل تغير النفس من العميق إلى السطحي والسريع باستمرار قبل انقطاع التنفس.
  • الشخير أثناء النوم.
  • الشعور بضيق في التنفس أو الاختناق.
  • التعب أثناء النهار، والشعور المستمر بالنعاس أو الإرهاق بعد الاستيقاظ.
  • الصداع الشديد.
  • التعرق أثناء الليل.
  • التقلبات المزاجية المستمرة.
  • الضعف الجنسي.
  • الشعور بالأرق.

ما العلاقة بين زيادة الوزن وانقطاع النفس النومي؟

تشير الإحصائيات الصادرة عن الجمعية الأمريكية للسكري إلى أن حوالي 60-90% من البالغين المصابين بانقطاع النفس النومي يعانون من زيادة الوزن، وذلك لأن الوزن الزائد يتسبب في تكوين رواسب دهنية على الرقبة ومنطقة الصدر، تتسبب في انسداد مجرى الهواء، والحد من تمدد الرئة أثناء التمدد على ظهرك.

تؤثر جودة النوم أيضًا على مختلف جوانب حياتك، فحصولك على قسط كافي من الراحة يساعدك على أداء مهام يومك بشكل صحيح، وممارسة الرياضة بانتظام والمحافظة على نظام غذائي صحي.

عدم انتظام النوم والشعور المستمر بالإرهاق يقلل من حماستك لممارسة التمارين الرياضية، ويؤثر على جهازك المناعي بالسلب ويُسبب اضطراب في الهرمونات التي تُحدد شعورك بالجوع أو الشبع.

بالإضافة إلى ذلك، يرتبط انقطاع النوم التنفسي بزيادة الوزن لأنك تلجأ عادة لتناول الحلويات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين بكميات كبيرة؛ لمساعدتك على الاستلقاء والنوم.

هل انقطاع النفس النومي يسبب الأرق المزمن؟

نعم، يمكن أن يتسبب انقطاع النفس النومي في إصابتك بالأرق المزمن، أو جعل الأعراض أكثر سوءًا، إذ أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن 40-60% من المرضى الذين يعانون من انقطاع النفس النومي يعانون أيضًا من الأرق فيما يُعرف بـ "COMSIA".

هناك الكثير من النظريات التي تفسر الرابط بين انقطاع النفس النومي والأرق المزمن، لكن أبرز التفسيرات كالآتي:

  • يمكن أن يؤدي انقطاع النفس النومي إلى حدوث الأرق نتيجة انقطاع النفس المتكرر وعدم انتظام النوم، وبالتالي صعوبة العودة للنوم مرات عديدة خلال الليل.
  • يمكن أن يؤدي الأرق إلى حدوث اضطراب النفس النومي نتيجة زيادة توتر العضلات ومقاومة مجرى الهواء، بالإضافة إلى انخفاض تشبع الأكسجين، وبالتالي تفاقم أعراض انقطاع النفس النومي.

ما الفرق بين انقطاع النفس النومي والشخير؟

يؤدي كل من انقطاع النفس النومي والشخير إلى العديد من الاضطرابات في مسار الهواء، ويرتبط كلا المرضين ببعض، لكن ليس كل من يعاني من انقطاع النفس النومي يعاني من الشخير.

في حالة انقطاع النفس النومي يتوقف التنفس أو يتباطأ لمدة تزيد عن 10 ثواني خلال النوم، مما يتسبب في نقص مستوى الأكسجين في الدم، والاستيقاظ المتكرر خلال الليل والنعاس أثناء النهار.

أما في حالة الشخير فإن هناك اهتزاز يحدث في الأنسجة الموجودة في الفم والأنف والحلق، ويتسبب في صدور الصوت المُسمى بالشخير.

هل يؤثر انقطاع النفس الليلي على التركيز والذاكرة؟

أثبتت الدراسات العلمية وجود رابط بين انقطاع النفس الليلي وزيادة احتمالية حدوث الزهايمر وفقدان الذاكرة، وتشير التفسيرات إلى أن انخفاض نسبة الأكسجين باستمرار لدى هؤلاء المرضى تؤدي إلى تلف بعض خلايا المخ والتأثير السلبي على الذاكرة.

كيف يتم تشخيص انقطاع النفس النومي في المنزل؟

بالرغم من أن الأعراض والتاريخ المرضي عوامل أساسية في تشخيص انقطاع النفس النومي، سوف يعرض عليك طبيبك مجموعة من الفحوص الضرورية كما يلي:

  • تخطيط النوم الليلي: يراقب هذا الاختبار التشخيصي نشاط القلب والرئة والدماغ وأنماط التنفس، بالإضافة إلى حركات الذراعين والساقين ومستويات الأكسجين في الدم أثناء فترة النوم.
  • اختبار انقطاع النفس النومي في المنزل: قد ينصحك الطبيب بإجراء بعض الاختبارات البسيطة لتشخيص انقطاع النفس النومي في المنزل، مثل قياس معدل ضربات القلب ومستوى الأكسجين في الدم وأنماط التنفس.

ما أفضل جهاز لعلاج انقطاع النفس النومي؟

هناك العديد من الأجهزة المتاحة لعلاج انقطاع النفس النومي، لكن الجهاز الأكثر شيوعًا وفعالية في الحالات المتوسطة إلى الشديدة هو جهاز CPAP.

يعمل هذا الجهاز على دفع الهواء بضغط أكبر من ضغط الهواء المحيط، لكنه كافي لإبقاء مجرى الهواء مفتوحًا، مما يقلل من احتمالية انقطاع النفس أو حدوث الشخير.

برغم فعالية جهاز CPAP في علاج انقطاع النفس النومي، يجد كثير من الناس أنه طريقة مرهقة وغير مريحة، ويحتاج إلى فترة من التدريب لتعلم شد الأشرطة الخاصة بالقناع واستخدامه بشكل صحيح مريح.

هل يمكن علاج انقطاع النفس النومي بدون جهاز CPAP؟

نعم، هناك العديد من العلاجات المتاحة لتحسين أعراض انقطاع النفس النومي، فالحالات الخفيفة تحتاج إلى بعض التغيرات الطفيفة في نمط الحياة وفقدان الوزن، بينما الحالات المتقدمة تحتاج إلى تدخل جراحي أو أجهزة مختلفة.

إليك أفضل الطرق المتاحة لعلاج انقطاع النفس النومي بدون جهاز CPAP:

  • الجهاز الفموي: أداة صغيرة سهلة الاستخدام لإبقاء الحلق ومجرى الهواء مفتوحًا، مما يخفف من الشخير وانقطاع النفس الانسدادي.
  • التدخل الجراحي: يمكن اللجوء للتدخل الجراحي في حالة فشل الطرق المتاحة الأخرى، مثل جراحات الفك، وإزالة الأنسجة الزائدة -أو تقليصها- من الفم وأعلى الحلق واللوزتان واللحمية.
  • الغرسات: هناك أنواع من الغرسات المرنة يمكن وضعها جراحيًا تحت تأثير التخدير الموضعي للمحافظة على مجرى الهواء مفتوحًا.
  • تصحيح وضع الفك "تقديم الفكين": يعمل هذا الإجراء على زحزحة الفكين العلوي والسفلي للأمام قليلًا، لزيادة المساحة في الحلق وبالتالي تقليل احتمالية الانسداد.
  • فتح مجرى هواء جديد: يمكن اللجوء لثقب القصبة الهوائية في حالة فشل الحلول الأخرى، وفي هذه الحالة يُحدث الجراح ثقب في الرقبة ويُدخل خلاله أنبوب معدني أو بلاستيكي حتى تتنفس من خلاله ليلًا.

في الختام، قد يبدو النوم العميق  حلمًا بعيدًا لمن يعاني من انقطاع النفس النومي،  لكن الخبر السار هو أن الوعي بالمشكلة هو أول خطوة نحو حلها.

سواء كان الحل جهاز CPAP، أو تغييرات في نمط الحياة، أو تدخلات طبية دقيقة، فإن استعادة نومك وجودة حياتك أمر ممكن تمامًا، كل ما عليك هو طلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب.

احجز الآن في أندلسية أفضل مستشفى تخصصي في جدة لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية..لأن صحتك أولويتنا.

الأسئلة الشائعة

  • هل انقطاع النفس النومي خطير؟

  • ما سبب الاختناق المفاجئ أثناء النوم؟

مشاركة المقال