كيف يتم إجراء منظار المريء؟ وهل يحتاج إلى تخدير كلي؟
منظار المريء هو إجراء يُستخدم في تشخيص مشكلات الجهاز الهضمي العلوي، والذي يشمل المريء والمعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة "الإثني عشر". يُعرف طبيًا أيضًا باسم "تنظير الجهاز الهضمي العلوي"، يتطلب هذا الإجراء بعض التحضيرات والتعليمات قبل عمله، وهذا ما سنقدمه لكم من خلال المقال، فتابعوا القراءة.
ما هو منظار المريء؟
يُعرف منظار المريء بالإنجليزية (Esophagoscopy)، ويتكوّن من أنبوب طويل مرن يُعرف باسم "المنظار الداخلي"، يحتوي على ضوء صغير وكاميرا فيديو، يدخله الجراح عبر الفم والحلق، ويدفعه ببطء نحو المريء والمعدة والإثني عشر، لِتظهر هذه الأعضاء على شاشة كبيرة خارجية.
يمكن إدخال أدوات صغيرة في المنظار الداخلي حتى يستطيع الجراح من خلالها:
- أخذ خزعة أو عينة من الأنسجة أو الأورام.
- إزالة الأجسام الغريبة العالقة في الجهاز الهضمي العلوي.
- وقف النزيف.
- فتح أو توسيع المناطق الضيقة.
ما هي أنواع منظار المريء؟
هناك 3 أنواع لتنظير المريء، سنوضح في السطور التالية نبذة مختصرة حول كل منهم:
التنظير الجامد
يتضمن التنظير الجامد إدخال أنبوب غير مرن عبر فم المريض إلى المريء، يحمل كاميرا مضيئة وعدة عدسات، يتمكن الجراح من خلاله من فحص أي اضطرابات موجودة في المريء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه للكشف عن أي وجود لسرطان المريء.
التنظير المرن
يتم خلال هذا النوع، إدخال أنبوب رفيع ومرن عبر فم المريض، وإلى المريء. يتميز المنظار المرن أنه مزود بعدسات وأسلاك إضاءة، والتي تعكس صورة واضحة للمريء على الشاشة للطبيب.
يستطيع الطبيب التنقل بسهولة داخل المريء بفضل المرونة التي يتميز بها المنظار، وهذا يمكِّنه من إجراء فحص شامل للمريء والكشف عن أي اضطرابات أو مشكلات موجودة، مثل: ضيق المريء أو التهيج أو السرطان.
التنظير عبر الأنف
يُعد هذا الإجراء أسهل وأقل إيلامًا للمريض مقارنةً بالتنظير عبر الفم. يتم خلاله إدخال منظار مرن وصغير عبر الأنف، ليصل إلى المريء. لا يحتاج التنظير عبر الأنف إلى استخدام مخدر، ما يجعله أكثر راحة للمريض.
متى يطلب الطبيب إجراء منظار المريء؟
يطلب الطبيب تنظير المريء؛ لتشخيص وعلاج الحالات التالية:
- صعوبة البلع أو ألمه.
- ارتجاع المريء.
- حرقة الصدر.
- الألم الشديد في البطن، والذي يرتفع إلى منطقة الصدر.
- الغثيان أو القيء المستمر.
- ألم الصدر غير القلبي.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- تقيؤ دموي.
- نزيف في الجهاز الهضمي العلوي.
- دوالي المريء.
- انسداد أو ضيق المريء أو أي جزء في الجهاز الهضمي العلوي.
- اضطرابات أو التهابات الجهاز الهضمي العلوي.
- الأورام الحميدة أو الخبيثة في الجهاز الهضمي العلوي، مثل سرطان المعدة.
ما هي استخدامات منظار المريء؟
يلجأ الطبيب إلى تنظير المريء لتشخيص الحالات المرضية التي تؤثر في المريء، مثل: السرطان، والالتهابات، وضيق المريء، كما يبحث من خلاله عن أي تشوهات فيه.
يتمكن الطبيب أيضًا خلال الإجراء من أخد عينة من بطانة المريء وفحصها تحت المجهر للكشف أو التحقق من بعض الأمراض.
يُستخدم المنظار كذلك في علاج بعض مشكلات المريء، فيما يلي سنوضح بعضها:
منظار توسيع المريء
يُعرف هذا الإجراء أيضًا باسم علاج تضيّق المريء بالمنظار، ويُجرى عن طريق إدخال أنبوب رفيع ومرن (المنظار) مزود ببالون عبر الفم إلى المريء، بهدف توسيع المريء تدريجيًا ويمكن للمريض مغادرة المستشفى في اليوم نفسه.
منظار ربط دوالي المريء
يُستخدم منظار ربط دوالي المريء إذا كان المريض يعاني من النزيف أو إذا بدا أن دوالي المريء معرضة لخطر النزيف.
يستخدم الجراح خلال هذا الإجراء أدوات الشفط لسحب الدوالي إلى حجرة في نهاية المنظار ويلفها بشريط مطاطي، ما يؤدي إلى خنق الأوردة حتى لا تمدد وتنزف.
هل ارتجاع المريء يظهر في المنظار؟
نعم، يسمح تنظير المريء للأطباء بفحص بطانة المريء بصريًا للبحث عن أي مشكلات، والتي تشمل علامات الارتجاع.
ما أهم الاحتياطات قبل إجراء منظار المريء؟
تُوجد عدة احتياطات وخطوات يجب الانتباه إليها قبل عملية منظار المريء، مثل:
- الصيام عن الأكل والشرب مدة لا تقل عن 8 ساعات قبل إجراء المنظار.
- التوقف عن تناول مميعات الدم والأسبرين مدة أسبوع قبل المنظار.
- تعديل جرعة الأدوية الخاصة بمرضى السكر.
- إخبار الطبيب بالأمراض التي يعاني منها المريض أو الأدوية التي يتناولها؛ لمعرفة مدى تأثيرها في عملية تنظير المريء.
- إجراء بعض التحاليل، مثل: صورة الدم الكامل، وتحليل السكر وفيروس سي، ووظائف الكلى والكبد، وسيولة الدم، ووقت التجلط.
هل منظار المريء يحتاج تخدير كامل؟
يحدد الطبيب نوع التخدير الأنسب لكل حالة، فبعض الحالات لا تحتاج سوى المخدر الموضعي للفم والحلق، وحالات أخري يتم إعطاؤها مخدر خفيف أو دواء مهدئ (Sedative) عن طريق الوريد قبل الإجراء، ولكن لا يحتاج الأمر إلى التخدير الكامل.
كيف يتم إجراء منظار المريء؟
يُطلب من المريض أولاً قبل دخول وحدة المناظير، إزالة المجوهرات والساعات وأطقم الأسنان المتحركة، ودبابيس الشعر، وسماعات الأذن الاصطناعية، وداخل غرفة العمليات يتم الآتي:
- يستلقي المريض على جانبه، ثم يُخدر تخديرًا عام (عن طريق اعطائه مخدر خفيف أو دواء مهدئ (Sedative) في الوريد)، وفي بعض الأحيان يرش الفم والحلق بالمخدر الموضعي أيضًا لتقليل الغثيان والرغبة في القيء عند تمرير المنظار.
بعض الحالات، لا يخدر المريض تخديرًا كليًا، ويكتفي الطبيب فقط برش الفم والحلق، وشفط اللعاب حتى لا يبتلعه المريض خلال التنظير.
- يستغرق الاختبار عادةً 5 أو 10 دقائق، لكن إذا كان غرضه علاجيًا، فقد يستغرق فترة أطول من ذلك.
- يخرج المريض بعد ذلك إلى غرفة الإفاقة لمراقبة علاماته الحيوية واستيقاظه، ثم يُسمح له بتناول أو شرب السوائل بعد ساعتين من الإجراء.
- يجب على المريض أخذ أحد أقاربه معه لاصطحابه عند عودته للمنزل، لأنه لا يزال تحت تأثير التخدير.
- يمكن للمريض العودة إلى ممارسة أنشطته اليومية في اليوم التالي للإجراء، ما لم يخبر الطبيب بغير ذلك.
هل منظار المريء مؤلم؟
لا يُعد منظار المريء مؤلمًا، إنما قد يسبب بعض الانزعاج في الحلق وصعوبة في البلع، ولكن يزول خلال يومين من الإجراء.
ما أهم التعليمات بعد إجراء منظار المريء؟
من المهم اتباع تعليمات الخروج التي يقدمها الطبيب المُعالج، مع الحرص على شرب الكثير من السوائل واتباع نظام غذائي صحي، وتجنب الأنشطة المجهدة خلال فترة التعافي بعد الإجراء.
ما الأكل المسموح بعد منظار المريء؟
يُنصح بتناول الأطعمة اللينة وسهلة الهضم بعد إجراء المنظار، مثل:
- الحساء.
- البيض.
- الزبادي.
- الخضراوات المسلوقة.
- العصائر الطبيعية، مثل: عصير التفاح.
- البروتينات الخالية من الدهون.
ما هي مضاعفات منظار المريء؟
يحمل تنظير المريء احتمالية حدوث بعض المضاعفات مثل أي إجراء طبي، وقد تشمل:
- عدوى.
- ألم في الحلق وصعوبة البلع.
- نزيف.
- حمى والتهاب الحلق.
- تندب المريء أو إصابته.
- أعراض مرتبطة بالتخدير، مثل: مشكلات في التنفس.
- خدوش في اللثة.
- مشكلات في القلب أو الرئة.
ما هي أعراض ما بعد منظار المريء؟
قد يشعر المريض بالتعب وعدم الاتزان بعد إجراء التنظير، لذلك يُنصح بالبقاء تحت المراقبة مدة لا تقل عن نصف ساعة بعد الإفاقة من التخدير.
كما تظهر بعض الآثار الجانبية المؤقتة والتي تزول في خلال بضع ساعات من الإجراء، ومنها:
- ألم أو تشنجات في البطن.
- ألم في الحلق.
- صعوبة البلع.
- انتفاخ وغازات في البطن.
متى يلتئم الجرح بعد عملية المنظار؟
تختلف مدة التئام الجرح بعد عملية المنظار من شخصٍ لآخر بناءً على عدة عوامل، أهمها:
- سبب إجراء المنظار.
- الصحة العامة للمريض ووجود أي أمراض مزمنة، مثل: مرض السكري.
- عمر المريض.
كم يستمر ألم الحلق بعد المنظار؟
يستمر ألم الحلق بعد المنظار لبضع ساعات وحتى يومين .
ما هي أفضل أدوية بعد منظار المريء؟
قد يشعر المريض ببعض الألم البسيط بعد المنظار، ويُوصي له الطبيب بالمسكنات مثل:
- تايلينول- Tylenol.
- وأدوية لتغليف جدار المريء مثل:
- جافيسكون- Gaviskon.
- وأدوية لارتجاع المريء مثل:
- أوميبركس- Omeprex .
ختامًا، فإن إجراء منظار المريء غير مؤلم، لكنه يسبب الازعاج لبعض المرضى، أو الشعور بالغثيان أو القيء أو وجود غازات بعد الانتهاء منه، اطلب من طبيبكِ إعطائك بعض الأدوية لتهدئة هذه الآثار الجانبية قبل خروجك من المستشفى.
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
الأسئلة الشائعة
كم يستغرق منظار المرئ؟
هل المنظار يكشف التهاب المريء؟
مشاركة المقال