ما هي أعراض سرطان المعدة؟ وما أسبابه وطرق علاجه؟
يعد سرطان المعدة نوعًا من أنواع السرطانات المنتشرة في الآونة الأخيرة، ويحدث عندما يكون نمو خلايا المعدة أكبر من المعدل الطبيعي بدرجة كبيرة مع أن تكون الخلايا الجديدة مشوهة ولا تؤدي وظائفها المعتادة، ومن المؤسف أنه إذا لم يتم علاجه، يمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم وهذا مما لا يحمد عقباه. فيما يلي نتعرف إلى أسباب سرطان المعدة وأعراضه وتشخيصه وخيارات علاجه.
ما هو سرطان المعدة؟
قبل التعمق في تفاصيل سرطان المعدة، من المهم أن نمتلك فهمًا أساسيًا للمعدة ودورها في الجهاز الهضمي. المعدة هي عضو عضلي يشكل جزءًا من الجهاز الهضمي، ووظيفته الرئيسية هي تفتيت الطعام وتيسير عملية الهضم، إذ يدخل الطعام إلى المعدة من خلال المريء ويُمزج مع العصارات التي تفرزها المعدة ليهضم بشكل جزئي، ينتقل الطعام المهضوم جزئيًا إلى الأمعاء الدقيقة لتكملة الهضم بشكل نهائي.
يحدث السرطان عندما تصبح الخلايا السليمة في المعدة غير طبيعية وتنمو خارج نطاق السيطرة، مما يشكل كتلة تسمى الورم. يمكن أن يتشكل سرطان المعدة في أي مكان، لكن معظمها تبدأ في الأنسجة الغدية الموجودة في السطح الداخلي للمعدة.
هناك عدة أنواع مختلفة من سرطانات المعدة، ولكن معظمها قابل للشفاء إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة، ويعد سرطان النسيج الغدي هو النوع الأكثر شيوعا من سرطان المعدة.
توجد أنواع أخرى من سرطان المعدة وعادة ما تكون نادرة مثل: سرطانات الخلايا الصغيرة والأورام اللمفاوية وأورام الغدد الصماء العصبية.
ما هي أسباب سرطان المعدة؟
لا يزال السبب الدقيق وراء سرطان المعدة مجهولا. ومع ذلك، تم ربط العديد من العوامل بزيادة خطر الإصابة به وتشمل هذه العوامل ما يلي:
الإصابة بجرثومة المعدة Helicobacter pylori: هذه الجرثومة توجد عادة في المعدة وتسبب التهابات شديدة وقرحًا في بعض الحالات. أوضحت الدراسات العلمية أن الإصابة طويلة الأمد بجرثومة المعدة H. pylori يمكن أن يكون عاملاً قويًا في تطور سرطان المعدة.
التدخين: دخان التبغ من المواد الأكثر ضررا لكل أعضاء الجسم، بداية من الرئتين وحتى المعدة، إذ يسبب التبغ تآكل بطانة المعدة وهذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
بعض العادات الغذائية: يعتمد الكثير من الأفراد على نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة والمدخنة والمخللة والمالحة وتناول هذا النوع من الطعام على المدى الطويل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة. على الجانب الآخر، يمكن أن يساعد نظام غذائي صديق للمعدة غني في الفواكه والخضروات في خفض هذا الخطر.
التاريخ العائلي: وجود قريب من العائلة مثل الأب أو الأخ أو الأخت الذين أصيبوا بسرطان المعدة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
العمر والجنس: أثبتت الدراسات العلمية أن سرطان المعدة أكثر شيوعا في كبار السن، بالإضافة إلى أنه أكثر شيوعًاأيضًا بين الرجال عن النساء.
من المهم أن نلاحظ أن وجود واحدًا أو أكثر من هذه العوامل لا يعني بالضرورة أن الفرد سيصاب بسرطان المعدة. وكذلك، قد يصاب بعض الأشخاص بسرطان المعدة دون وجود عوامل خطر واضحة.
ما هي أعراض سرطان المعدة؟
في مراحله المبكرة، قد لا يسبب سرطان المعدة أي أعراض ملحوظة.
ومع ذلك، تظهر بعض الأعراض مع تطور السرطان أكثر فأكثر، لذا من المهم أن تكون على دراية واسعة بالأعراض المحتملة، إذ يسهم الكشف المبكر بشكل كبير في تحسين نتائج العلاج، ومن هذه الأعراض ما يلي:
فقدان الوزن غير المفسر: فقدان الوزن بدرجة كبيرة وفي وقت قصير هو العرض الأكثر شيوعًا للعديد من أنواع السرطانات المختلفة، بما في ذلك سرطان المعدة.
صعوبة البلع: مع نمو الورم، يصعب مرور الطعام من خلال المريء، مما يؤدي إلى صعوبة في البلع أو شعور بأن الطعام عالق في المنتصف، نتيجة لكبر حجم الورم وتضييقه للمريء.
اضطرابات الهضم: ومن علامات اضطراب الهضم الألم وشعور بالحرقة في البطن والتجشؤ وارتجاع المريء.
الغثيان والقيء: الغثيان والقيء المستمران، خصوصا دون سبب واضح، من العلامات التي تدفع للاستشارة الطبية في أقرب وقت.
فقدان الشهية: انخفاض الشهية المفاجئ والمستمر يمكن أن يكون عرضًا لسرطان المعدة.
ألم في المعدة: الألم أو التوتر في المنطقة العلوية من البطن قد يكون عرضًا لسرطان المعدة.
الشعور بالامتلاء بعد تناول كمية صغيرة من الطعام: الشعور بالامتلاء أو الانتفاخ بعد تناول كمية صغيرة فقط من الطعام يمكن أن يشير إلى مشكلة في المعدة تحتاج إلى التدخل الطبي.
الإعياء غير المفسر: التعب والضعف، حتى مع الراحة الكافية، يمكن أن يكونا عرضًا لسرطان المعدة.
قيء الدم: وجود دم في القيء يمكن أن يكون عرض خطير يتطلب العناية الطبية العاجلة.
براز أسود أو دموي: براز داكن أوبراز دموي يمكن أن يشير إلى وجود نزيف في الجهاز الهضمي، بما في ذلك المعدة وهذه علامة من علامات السرطان.
من المهم أن نلاحظ أن هذه الأعراض يمكن أن تسببها أيضا حالات أخرى غير سرطان المعدة. ومع ذلك، إذا شعرت بأي من هذه الأعراض بشكل مستمر، فمن الأفضل التشاور مع الطبيب المختص للتشخيص الدقيق.
كيف يتم تشخيص سرطان المعدة؟
إذا كان هناك اشتباه في الإصابة بسرطان المعدة، سيقوم الطبيب المختص بإجراء مختلف الاختبارات التشخيصية للوصول للتشخيص الدقيق ومن هذه الاختبارات:
الفحص بواسطة المنظارالعلوي: إجراء المنظارالعلوي للمعدة يتضمن إدخال أنبوب رفيع ومرن مع كاميرا عبر الفم وإلى المعدة، لفحص بطانة المعدة بدقة وأخذ عينات من الأنسجة للتحليل في وقت لاحق.
التنظير البطني بالموجات فوق الصوتية: هو نوع خاص من التنظير الداخلي الذي يساعد الطبيب في تقدير مرحلة السرطان، إذ يلتقط صورًا من داخل المعدة لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر من بطانة المعدة إلى الجدران القريبة أو لا.
التصوير بالأشعة المقطعية بالصبغة: يساعد هذا النوع من الفحوص التصويرية الطبيب في التحقق من وجود تكتل ورمي باستخدام صبغة (الباريوم) التي يتناولها المريض عن طريق الفم، والتي تزيد من وضوح بطانة المعدة. قد يوصي الطبيب أيضا بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم انتشار السرطان في أنحاء الجسم.
تحليل الدم:يوفر تحليل الدم للطبيب معلومات عامة حول وضع الجسم الصحي، بما في ذلك صورة دم كاملة لفحص مستوى الهيموجلوبين وعدد الكريات الحمراء في الدم، والتي يمكن أن تشير إلى وجود نزيف في المعدة.
اختبار الدم في البراز: يستخدم هذا الاختبار لفحص البراز بحثا عن وجود دم فيه، وهو علامة قد تشير إلى وجود نزيف في المعدة.
ما هي مراحل سرطان المعدة؟
عندما يتم تشخيص سرطان المعدة، من المهم تحديد مرحلة السرطان، إذ يساعد التصنيف في تحديد مدى انتشار السرطان وتطوير خطة علاج مناسبة. يتم تصنيف سرطان المعدة عادة باستخدام نظام TNM، الذي يأخذ في الاعتبار حجم الورم (T)، والعقد الليمفاوية (N)، وانتشار الورم (M) إلى أجزاء أخرى من الجسم.
فيما يلي مراحل سرطان المعدة:
سرطان المعدة المرحلة الأولى المرحلة الصفرية: في هذه المرحلة يكون السرطان مقتصرًا على البطانة الداخلية للمعدة ولم ينتشر إلى الطبقات العميقة أو العقد الليمفاوية.
سرطان المعدة المرحلة الأولى I: في هذه المرحلة يكون السرطان قد انتشر في الطبقات العميقة لجدار المعدة ولكن لم يصل إلى العقد الليمفاوية أو الأعضاء الأخرى.
سرطان المعدة المرحلة الثانية II: في هذه المرحلة يكون السرطان قد انتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة أو الأنسجة المحيطة ولم ينتشر إلى الأعضاء البعيدة.
سرطان المعدة المرحلة الثالثة III: في هذه المرحلة يكون السرطان انتشر إلى العقد الليمفاوية القريبة وقد يكون وصلا للأعضاء القريبة.
سرطان المعدة المرحلة الرابعة IV: آخر مرحلة وفيها يكون السرطان انتشر إلى الأعضاء البعيدة مثل الكبد أو الرئتين أو العظام.
هل سرطان المعدة يؤدي إلى الموت؟
سرطان المعدة لا يتسبب ضرورة في الوفاة، ولكن إذا لم يُعالج أو تم اكتشافه في مراحل متقدمة جدًا، فإنه قد يؤدي إلى الوفاة. ووفقًا للإحصاءات، في عام 2022، سجل سرطان المعدة 11090 حالة وفاة على مستوى العالم.
هل يمكن الشفاء من سرطان المعدة؟
إذا تم اكتشافه في المراحل المبكره، نعم يمكن علاجه، أما إذا تم التشخيص في مراحله المتقدمة فغالبًا ما تكون الجراحة هي الحل.
كيف يمكن علاج سرطان المعدة؟
تعتمد خيارات العلاج لسرطان المعدة على مرحلة السرطان وصحة المريض العامة، تشمل خيارات العلاج ما يلي:
العلاج الكيميائي: يستخدم العلاج الكيميائي الأدوية لقتل الخلايا السرطانية وقد يُستخدم قبل أو بعد الجراحة لتقليل حجم الأورام أو قتل الخلايا السرطانية المتبقية.
العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة عالية الطاقة لاستهداف وتدمير الخلايا السرطانية.
العلاج المستهدف: يشمل العلاج المستهدف استخدام أدوية تستهدف بشكل خاص الخلايا السرطانية وتعرقل نموها.
العلاج المناعي: يساعد العلاج المناعي جهاز المناعة في الجسم على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها.
الجراحة: الجراحة تهدف إلى إزالة الأنسجة السرطانية وقد تتضمن إزالة جزء أو كل المعدة (جراحة المعدة)، بالإضافة إلى العقد الليمفاوية القريبة، وهو الحل الأخير ويلجأ إليه الأطباء في المراحل المتقدمة من سرطان المعدة.
هل سرطان المعدة خطير؟
تكمن خطورة سرطان المعدة في التشخيص المـتأخر وذلك لأن أعراضه تتشابه مع حالات مرضية أخرى يعتبرها المريض أقل وطأة فلا يلجأ للاستشارة الطبية إلا بعد أن تزداد الأعراض وفي هذه الحالة يكون السرطان قد انتشر بالفعل.
كيفية الوقاية من سرطان المعدة ؟
على الرغم من أنه منع حدوث السرطان ليس دائمًا ممكنًا، إلا أن هناك خطوات يمكن أن يتخذها الأفراد لتقليل خطر الإصابة به. تشمل هذه الخطوات:
اتخاذ خيارات نمط حياة صحية: تجنب التدخين، والحفاظ على وزن صحي، يمكن أن يساعد في تقليل خطر تطور سرطان المعدة.
التغييرات في النظام الغذائي: الاعتماد على نظام غذائي غني في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، مع تقليل الأطعمة المعالجة والمالحة، قد يساعد في تقليل خطر سرطان المعدة.
معالجة الإصابة بجرثومة H. pylori: إذا تم تشخيص الإصابة بجرثومة H. pylori، فإن البحث عن العلاج المناسب يمكن أن يقلل من خطر سرطان المعدة.
الفحوصات الطبية الدورية: يمكن أن تساعد الفحوصات الطبية الدورية في التعرف على أي مشكلات صحية محتملة، بما في ذلك سرطان المعدة، في مراحل مبكرة.
هل سرطان المعدة له دواء؟
هناك أدوية تساعد جهاز المناعة على مكافحة سرطان المعدة إذا كان في مرحلة مبكرة، مثل: يمبروليزوماب pembrolizumab، لكن يحتاج المريض إلى علاج كيميائي أو إشعاعي إلى جانب الدواء حتى نستطيع القضاء على الخلايا السرطانية.
في بعض الحالات، قد يلجأ الأطباء إلى استئصال الورم جزئيًا أو كليًا للتخلص من الخلايا السرطانية.
ختامًا، سرطان المعدة هو مرض معقد يتطلب الكشف المبكر والعلاج المناسب. يساهم فهم عوامل الخطر، والتعرف على الأعراض، وطلب المساعدة الطبية في تحسين نتائج العلاج. من خلال اعتماد نمط حياة صحي وإجراء الفحوصات الطبية الدورية، يمكن للأفراد اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بهذا النوع من السرطانات والحفاظ على صحتهم بشكل عام.
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
الأسئلة الشائعة
كم من الممكن أن يعيش مريض سرطان المعدة؟
هل يظهر سرطان المعدة في تحليل الدم؟
مشاركة المقال