ما هي أسباب السمنة عند الأطفال؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فإن عدد الأطفال الذين يعانون من السمنة على مستوى العالم دون سن الخامسة تجاوز 41 مليونًا، ومشكلة السمنة عند الأطفال أنه قد يصعب السيطرة على شهية الطفل أو اتباع نظام غذائي معين، لذا من المهم معرفة أسباب السمنة عند الأطفال حتى يمكن تجنبها، والتي سنوضحها من خلال المقال مع بعض النصائح لمساعدة الطفل على فقدان الوزن بطريقة صحية.
ما أسباب السمنة عند الأطفال؟
تضاعفت معدلات السمنة عند الأطفال والمراهقين ثلاث مرات خلال الثلاثين عامًا الماضية، وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة لأن يصبحوا بالغين زائدي الوزن، ويزداد لديهم خطر الإصابة بأمراض مثل أمراض القلب والسكري في وقتٍ لاحق من الحياة.
ويواجه معظم الآباء صعوبة بالغة عند التعامل مشكلة السمنة عند الأطفال إذ قد يصعب تقييد الطفل بنظام غذائي محدد، هذا فضلًا عن آثارها النفسية المدمرة بما في ذلك انخفاض الثقة بالنفس، والميل للعزلة الاجتماعية، والاكتئاب وغيرها.
وتحدث السمنة عند الأطفال نتيجة عادات غذائية وحياتية خاطئة، أو عوامل وراثية أو نفسية، وتشمل أسباب السمنة عند الأطفال ما يلي:
- النظام الغذائي السيء: قد يؤدي تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية بانتظام، مثل الوجبات السريعة، والأطعمة المقلية والحلوى، والمشروبات السكرية إلى زيادة وزن الطفل بشكلٍ كبير، كذلك فإن المشروبات الغازية واحدة من أهم مسببات السمنة عند الأطفال والمراهقين.
- قلة النشاط البدني: يميل الأطفال إلى اكتساب الوزن عندما يكونوا أقل نشاطًا، إذ تساعد الحركة على حرق مزيد من السعرات الحرارية، والحفاظ على وزن صحي. لذا فإن الأطفال الذين لا يمارسون أي نشاط بدني ويقضون كثيرًا من الوقت في الأنشطة الخاملة مثل ممارسة ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفاز لفترات طويلة، غالبًا ما يحرقون السعرات الحرارية بمعدل أبطأ ويكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن.
- المشكلات النفسية: قد تزيد المشكلات الأسرية من خطر إصابة الطفل بالسمنة، فبعض الأطفال يفرطون في تناول الطعام للتعامل مع هذه المشكلات ومع المشاعر السلبية مثل الشعور بالوحدة والتوتر ، أو لمحاربة الملل والاكتئاب.
- بعض الأدوية: تزيد بعض الأدوية من خطر الإصابة بالسمنة، ومنها البريدنيزون، والليثيوم، والباروكستين، والجابابنتين وبروبرانولول وبعض المنشطات، وأدوية السكري، وبعض مضادات التشنج، وغيرها.
- العوامل الوراثية: التاريخ الأسري من أهم العوامل المرتبطة بحدوث السمنة عند الأطفال، ويكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالسمنة إذا كان أحد الوالدين على الأقل يعاني من السمنة، وقد تتسبب عديد من المتلازمات الوراثية النادرة في السمنة عند الأطفال، إما عن طريق التسبب في الجوع المستمر الذي يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، أو عن طريق التأثير على طريقة ترسيب الدهون في الجسم.
- بعض الحالات الطبية: قد تنجم السمنة عند الأطفال نتيجة حالات طبية، خاصةً تلك التي تؤثر في الغدد الصماء، ومنها قصور الغدة الدرقية، وفيه تفرز الغدة الدرقية قليلًا جدًا من هرموناتها، ما يؤدي إلى بطء عملية التمثيل الغذائي وزيادة الوزن، كذلك متلازمة كوشينغ والتي يصاحبها إفراز مستويات عالية من الكورتيزول، الذي يسبب زيادة الوزن في الجزء العلوي من الجسم والوجه وبين الكتفين ويمكن أن يؤدي إلى السمنة.
ما أضرار السمنة عند الأطفال؟
غالبًا ما تسبب السمنة عند الأطفال مشكلات صحية قد تظهر في مرحلة الطفولة أو البلوغ، وقد تزيد من فرص الإصابة بمضاعفات ومشكلات طبية في المستقبل هذا فضلًا عن المشكلات النفسية والعاطفية والاجتماعية، وتشمل أضرار السمنة عند الأطفال ما يلي:
ما هي المضاعفات الجسدية للسمنة عند الأطفال؟
- داء السكري من النوع الثاني: تؤثر هذه الحالة المزمنة في طريقة استخدام جسم الطفل للجلوكوز، وتزيد السمنة ونمط الحياة الخامل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم: قد يتسبب النظام الغذائي السيئ في إصابة الطفل بإحدى هاتين الحالتين أو كليهما والتي قد تسبب تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين، ما قد يؤدي إلى تضيق الشرايين وتصلبها، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية في وقتٍ لاحق من الحياة.
- ألم المفاصل: الوزن الزائد يسبب ضغطًا إضافيًا على الوركين والركبتين والظهر، ما قد يسبب ألمًا ونطاق محدود من الحركة نتيجة الوزن الزائد، كذلك يجعل الطفل أكثر عرضة لمشكلات الخشونة في المستقبل.
- مشكلات في التنفس: يحدث الربو بصورة شائعة عند الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن. هؤلاء الأطفال هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب خطير محتمل وفيه يتوقف تنفس الطفل بشكل متكرر في أثناء النوم، كما أنه يسبب الشخير والاستيقاظ المتكرر وقلة النوم، ويجعل الأطفال يشعرون بالتعب وضعف التركيز في أثناء النهار. قد يؤدي الوزن الزائد في منطقة الرقبة أيضًا إلى انسداد المسالك الهوائية.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD): يتسبب هذا الاضطراب، الذي لا يسبب أي أعراض عادةً في تراكم الترسبات الدهنية في الكبد، وقد يؤدي إلى تندب وتلف الكبد.
- اعتلال عضلة القلب: وهي مشكلة في عضلة القلب، تحدث نتيجة الحاجة إلى بذل جهد إضافي لضخ الدم.
ما هي المشكلات النفسية للسمنة عند الأطفال؟
قد يكون للسمنة تأثيرًا سلبيًا كبير على صحة الطفل النفسية، وقد تسبب له عديد من الاضطرابات والمشكلات، والتي منها:
- القلق.
- الكآبة.
- انخفاض الثقة في النفس واحترام الذات.
- التعرض للتنمر أو العزلة الاجتماعية عن الأقران.
كيف يمكن علاج زيادة الوزن عند الأطفال؟
يعتمد علاج السمنة عند الأطفال على عمر الطفل، والتاريخ العائلي، وما إذا كانت السمنة مرتبطة بحالة طبية من بين عوامل أخرى. يشمل العلاج دائمًا تغييرات في النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني، بالإضافة إلى تعلم كيفية التعامل مع الملل والقلق والمشاعر السلبية بطريقة صحية. نادرًا ما تشمل علاجات السمنة عند الأطفال الأدوية أو جراحات إنقاص الوزن.
ولا يجب بأي حال من الأحوال تقييد النظام الغذائي للطفل أو إجباره على اتباع حمية غذائية دون استشارة الطبيب، وفيما يلي بعض الطرق لعلاج زيادة الوزن عند الأطفال والوصول لوزن صحي:
- ممارسة أنشطة بدنية: يجب أن يمارس الطفل أي نشاط بدني، ويجب البدء ببطء فقد يكون النشاط البدني المكثف مخيفًا بل وخطيرًا بالنسبة للطفل الذي لا يتمتع باللياقة البدنية، لذا يمكن البدء بطريقة تدريجية، والاكتفاء بـ 20 دقيقة من المشي أو ركوب الدراجة يوميًا في البداية. بالإضافة إلى حرق السعرات الحرارية، يقوي النشاط البدني عظام الأطفال وعضلاتهم، ويساعدهم على النوم ويساعد على تعزيز مزاجهم وطاقتهم. يوصي الخبراء بأن يحصل الأطفال على ما بين 150 و 300 دقيقة أسبوعيًا من النشاط البدني المعتدل الشدة.
- تقديم الأطعمة الصحية للطفل: يجب التركيز على تقديم الأطعمة الصحية للطفل والتي تشمل الفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، والبذور والمكسرات والبروتينات الخالية من الدهون، والألياف الغذائية وغيرها من الأطعمة التي تُهضم ببطء والتي تشعر الطفل بالشبع لفترة طويلة وتساعد على بقاء مستوى السكر ثابت في الدم لعدة ساعات بعد تناول الطعام، كذلك يجب التقليل من الأطعمة المصنعة والوجبات الجاهزة مثل البسكويت والمقرمشات والوجبات السريعة، وقد يساعد تقديم الأطعمة بطريقة جذابة على تشجيع الطفل على تناول الطعام الصحي.
- توفير وجبات خفيفة صحية للطفل: بدلًا من الحلوى والمشروبات الغازية والسكرية يجب أن يتوافر للطفل خيارات صحية أخرى في حالة شعوره بالجوع بين الوجبات الرئيسية، تشمل هذه الخيارات الزبادي بالفواكه، أو الشوفان بالحليب خالِ الدسم، والمكسرات غير المملحة، والفشار دون زبدة، والفواكه الكاملة وغيرها.
- الحد من تقديم المشروبات السكرية للطفل: بدلًا من تقديم عصائر الفاكهة المحلاة، والمشروبات الغازية والتي تكون ذات محتوى عالِ من السعرات الحرارية، يُنصح بتقديم الماء والحليب، وعصائر الفواكه المخففة، والمعدة منزليًا.
- الحد من تناول الطعام بالخارج: غالبًا ما تحتوي وجبات المطاعم على نسبة عالية من الصوديوم والدهون، ما قد يساهم في السمنة وارتفاع ضغط الدم.
- تجنب تناول الطعام أمام التلفاز: يُفضل غلق التلفاز أو الكمبيوتر في أثناء تناول الطعام، لأنها قد تلهي الطفل، ما قد يشجعه على الإفراط في تناول الطعام، ويلهيه عن إشارات الشبع لديه.
- تقليل حجم حصص الطعام: لا يجب إجبار الطفل على إنهاء طبقه، فالأطفال لا يحتاجون إلى كثير من الطعام مثل البالغين، لذا يجب أن تكون أحجام حصصهم أصغر، المهم هو أن تكون الوجبات متوازنة وتحتوي على جميع العناصر الغذائية كالكربوهيدرات، والبروتينات والألياف، والفيتامينات والمعادن والدهون.
- حصول الطفل على قسط كافِ من النوم: يجب أن يحصل الطفل على قسط كافِ من النوم ليلًا، فقلة النوم قد تكون من العوامل المساهمة في زيادة الوزن، إذ تسبب زيادة مستوى هرمون الجريلين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالجوع، كما أن قلة النوم والسهر لأوقات متأخرة تجعل الطفل متعبًا، وتحرمه من الطاقة اللازمة لممارسة الرياضة في أثناء النهار، وتزيد من رغبته في تناول الأطعمة السكرية للحصول على طاقة سريعة. لذا من المهم تقديم الوجبة الأخيرة قبل النوم بساعتين، واتباع روتين ليلي ثابت.
- تخفيف توتر الطفل: يجب تعليم الطفل طرق صحية لتخفيف شعوره بالتوتر بدلًا من تناول الطعام، يمكن ذلك عن طريق ممارسة التمارين البسيطة، أو التنفس بانتظام، أو تشجيعه على بعض الألعاب التي تحتاج للتركيز والتأمل كالبازل وغيرها.
ما هو أفضل دواء لعلاج السمنة؟
إذا كانت التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة لا تعالج السمنة عند الأطفال فيجب التحدث إلى طبيب ليضع خطة غذائية مناسبة ومتوازنة، والجدير بالذكر أن أدوية إنقاص الوزن لا تُوصف للأطفال ولكن للمراهقين الذين يعانون من السمنة المفرطة، والذين لم يتمكنوا من إنقاص الوزن من خلال تغييرات نمط الحياة.
تشمل الأدوية التي يمكن وصفها لعلاج السمنة المفرطة لدى المراهقين:
- أورليستات: الذي يعمل عن طريق منع امتصاص الدهون الغذائية.
- الميتفورمين: دواء السكري، والذي يثبط الإنزيمات المسؤولة عن هضم الدهون في الجهاز الهضمي ويمنع امتصاصها، وبالتالي يساعد على التحكم في الوزن.
كذلك قد تكون جراحات السمنة هي الخيار الأخير لعلاج السمنة المفرطة عند المراهقين الذين لم يتمكنوا من إنقاص الوزن بالطرق الأخرى، تشمل هذه الجراحات:
- تحويل مسار المعدة.
- ربط المعدة.
- تكميم المعدة.
ختامًا، فإن هناك بحث متواصل حول أسباب السمنة عند الأطفال، وإيجاد طرق فعالة لعلاجها، لكن حتى الآن فإن التغييرات الغذائية وممارسة الرياضة، هي أفضل الحلول، كذلك يجب المتابعة مع طبيب ليصف خط غذائية تضمن للطفل حصوله على كل العناصر التي يحتاجها لنمو صحي، وعلاج أي حالة طبية قد تتسبب في مشكلة السمنة لديه، يمكنك زيارة عيادة السمنة ب مستشفى .
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
الأسئلة الشائعة
كيف أساعد طفلي على خسارة الوزن؟
هل قلة الحركة تزيد الوزن؟
مشاركة المقال