ما هي متلازمة غيلان باريه وهل من سبيل للشفاء؟
نسلط الضوء على متلازمة غيلان باريه، وهي حالة تؤثر في الجهاز العصبي المحيطي، وقد تعيق حياة المصابين بها بشكل يغير مجرى حياتهم. يمكن للأشخاص المصابين بتلك المتلازمة أن يعانوا من أعراض مثل الخدر، وضعف الحركة والعضلات، ولكن على الرغم من أنها قد تستمر لعدة أشهر أو سنوات، إلا أنه ما زال هناك أمل في الشفاء. سنتناول أسباب الإصابة بهذه المتلازمة، والأعراض المصاحبة لها، وسنحذركم من المضاعفات المحتملة، فواصلوا القراءة.
ما هي متلازمة غيلان باريه؟
هي اضطراب مناعي نادر يهاجم فيه جهاز المناعة عن طريق الخطأ الجهاز العصبي المحيطي أي الأعصاب الموجودة خارج منطقة الدماغ والحبل الشوكي، ما قد يتسبب في ضعف العضلات والأعصاب وفقدان القدرة على الحركة لفترة تصل إلى عدة أشهر أو سنوات.
يكون غيلان باريه مهددًا للحياة أحياناً وقد يترك البعض مع مشكلات طويلة الأمد تعرقل مهامهم اليومية ونشاطهم البدني. قد يصيب هذا المرض الأشخاص من جميع الفئات العمرية، علماً أنه أكثر شيوعاً لدى الذكور والبالغين.
وفقًا للدراسات الطبية، إنه مرض نادر الحدوث، فقد يظهر بمعدل شخص إلى شخصين من بين كل مئة ألف شخص، كما أنه ليس مرضاً معديًا أو وراثيًا.
يتعافى معظم الناس من هذه المتلازمة في نهاية المطاف حتى وإن طالت المدة، وبمجرد أن تتحسن، يصبح من النادر أن تعود مجدداً، لنتعرف أكثر عن أسبابها.
ما هي أسباب متلازمة غيلان باريه؟
لم تؤكد الدراسات الطبية سبباً مؤكداً للإصابة، ولكن تبدأ الأعراض بالظهور نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للأعصاب عن طريق الخطأ، ويتسبب ذلك بتضرر الغطاء الوقائي للأعصاب (غمد الميالين)، ما يمنع نقل ووصول الإشارات إلى الدماغ، وقد يتطور إلى فقدان الحركة والضعف أو الخدر وصولاً إلى الشلل عند بعض المرضى.
نوضح لك بعض الأسباب المحتملة لحدوث هذه المتلازمة، إذ غالباً ما تظهر الأعراض بعد الإصابة بحالات، مثل:
- التهابات الجهاز التنفسي: بعض العدوى الفيروسية والبكتيرية، مثل: الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.
- التهابات الجهاز الهضمي: نتيجة حالات، مثل: التسمم الغذائي، والتهاب المعدة والأمعاء.
- التطعيمات:على الرغم من ندرة الأمر، ولكن تشير بعض الأبحاث تطور هذه المتلازمة كأثر جانبي ما بعد إعطاء التطعميات، وظهر ذلك عند الأشخاص الذين تلقوا لقاح أسترازينكا وجونسون المخصص ضد فيروس كورونا حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
- أمراض المناعة الذاتية: قد يتعرض الجهاز المناعي لخلل ما يجعله يهاجم الأعصاب بالخطأ، وقد يكون هذا الاضطراب المناعي الذاتي مرتبطًا بالمتلازمة، ومن أمثلة ذلك، الذئبة الحمامية الجهازية.
- الأورام: في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تكون الأورام السرطانية، مثل: سرطان الدم والغدد اللمفاوية مرتبطة بتطور هذه المتلازمة.
كما أن الإصابة ببعض الفيروسات الأخرى قد تكون سبباً للإصابة بمتلازمة غيلان باريه، ومنها:
- فيروس زيكا، الذي ينتشر بشكل رئيسي عن طريق البعوض.
- فيروس نقص المناعة البشرية المسبب للإيدز بشكل نادر جداً.
- فيروس كورونا.
يرجى ملاحظة أنه على الرغم من وجود هذه العوامل المحتملة، لا يُعرف بالضبط سبب حدوث متلازمة غيلان باريه، وقد يكون التفسير النهائي معقدًا ومتعدد العوامل.
ما هي أعراض متلازمة غيلان باريه؟
تظهر أعراض متلازمة غيلان باريه بعد أيام أو أسابيع قليلة من الإصابة بإحدى الحالات التي ذكرناها، وتتفاوت الأعراض من شخص لآخر وتكون متغيرة في شدتها، ويمكن أن يصل المريض لأكثرها شدة بعد أسبوعين.
تبدأ الأعراض عادةً بوخز في الأطراف السفلية وتمتد إلى الجسم والذراع، وقد تشمل عدة علامات وأعراض، وهم:
- ضعف وآلام العضلات: قد يؤدي التلف العصبي إلى الضعف العضلي في الأطراف المصابة، ما يجعل الحركة أكثر صعوبة وأقل مرونة ويؤثر في القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
- وخز وتنميل وخدر: يحدث ذلك بسبب تلف الأعصاب وتأثيره على الإشارات الحسيّة، فيشعر المصابون بإحساس كالدبابيس والإبر في الأصابع أو الكاحل وحتى المعصم.
- خلل واضطراب التوازن: قد يعاني بعض المرضى من صعوبة في الحفاظ على التوازن والثبات، ما يجعلهم عرضة للسقوط، أو يفقدون القدرة على المشي أو صعود السلالم.
- صعوبة في التنفس والبلع أو المضغ: في الحالات الشديدة، قد يؤثر التلف العصبي في عضلات التنفس والبلع، وذلك يتطلب رعاية طبية عاجلة، ويتطلب وضع جهاز أكسجين في بعض الأحيان.
كما قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض أخرى، مثل:
- ازدواجية الرؤية أو ضعف عضلات العين، ومنه فقدان القدرة على تحريك العينين.
- سرعة نبضات القلب.
- ضعف أو فشل القدرة في التحكم بوظيفة المثانة أو الأمعاء.
- عدم انضباط ضغط الدم.
- آلام شديدة وتشنجات تشتد ليلاً في أغلب الأحيان.
يُشفى أغلب المرضى، وتعود حالة الحركة والتنفس والمشي لحالة جيدة، حتى وإن استغرقت رحلة العلاج عدة سنوات، كما أن هناك أعراضاً خفيفة قد تستمر عند البعض بعد التعافي، وتشمل الشعور بالخدر أو التعب.
لا ينفي ما ذكرنا أن مع تقدم متلازمة غيلان باريه، يمكن أن يتحول ضعف العضلات إلى شلل، ومن الضروري التوجه للأطباء المختصين لخوض رحلة العلاج بشكلها الأمثل وضمان منع المضاعفات.
ما هو علاج متلازمة غيلان باريه؟
لا يوجد علاج مخصص لشفاء مرضى هذه المتلازمة، علماً أن هناك عدة أدوية وطرق علاجية مقترحة تساعد وتُحسِّن من حالة المرضى وأعراضهم وقد تنقذهم حتى من المضاعفات، هناك عدة خيارات علاجية متاحة وفقًا لتقدم المرض وشدته، وهي كالتالي:
- الرعاية المركزة: إن دخول المريض للعناية الفائقة جزء هام من علاج متلازمة غيلان باريه الشديدة والتي تطورت لضيق تنفس أو عدم القدرة على المشي أو البلع، إذ تتم مراقبة ودعم وظائف الأعضاء الحيوية للمريض، مثل التنفس وضغط الدم ووظائف القلب.
- الجلوبيولين المناعي الوريدي: تُعد المناعة بالوريد (IVIG) من الخيارات العلاجية الأساسية؛ لتهدئة حالة هجوم الخلايا المناعية على الأعصاب الطرفية، وتخفيف الأعراض وتقليل مستويات الأجسام المضادة السيئة وتقليل فترة التعافي.
- تبديل البلازما (Plasmapheresis): يعد خياراً علاجياً لاستبدال جزء من بلازما الدم ببلازما متبرع آخر؛ لتطهير الأجسام المناعية المضادة التي تهاجم الأعصاب، تُجرى هذه العملية في المستشفى تحت إشراف فريق طبي متخصص.
- العلاج الدوائي: يمكن أن يستخدم الأدوية لتخفيف الأعراض وتسريع عملية التعافي، مثل: مسكنات الألم ومضادات التشنج.
- التأهيل الطبي: بمجرد استقرار حالة المريض، يمكن توجيهه إلى برنامج تأهيلي يشمل جلسات علاج فيزيائي؛ لاستعادة القوة والحركة وتحسين التوازن.
تُعد العلاجات المذكورة أعلاه أمثلة على الخيارات العلاجية المتاحة لمتلازمة غيلان باري. يجب أن تقيّم حالة المريض بشكل فردي وتوجيه العلاج وفقًا لذلك، لذا يُنصح بأن يقوم المريض بالتواصل المباشر مع الفريق الطبي للحصول على التوجيه الدقيق والعلاج المناسب لحالته.
كيف يتم الشفاء من متلازمة غيلان باريه؟
يختلف وقت الشفاء اعتمادًا على شدة الأعراض لدى المريض، إذ يستغرق بعض المرضى أكثر من عام، بينما يتعافى 95٪ من الحالات، علماً أن عملية الشفاء قد تستغرق ما بين أشهر إلى بضع سنوات، وتتطلب مجموعات دعم استشارية نفسية إذ أن التعامل مع التعب والإرهاق يمكن أن يكون مزعجًا جسديًا وعقليًا.
تتضمن الخطوات التالية عادة في عملية الشفاء من متلازمة غيلان باريه:
- المراقبة الطبية لحالة المريض بشكل دوري من قبل فريق طبي متخصص لمتابعة تقدم الشفاء والتعامل مع أي مضاعفات محتملة.
- العلاج الطبيعي، إذ يساعد ذلك في استعادة القوة العضلية وتحسين التوازن والحركة، كما يمكن لجلسات العلاج الطبيعي تحسين قدرة المريض على المشي وأداء الأنشطة الحياتية اليومية.
- الدعم العاطفي والنفسي؛ للتعامل مع التحديات النفسية المرتبطة بالمرض وتعزيز الصحة العقلية.
يعتمد الشفاء من متلازمة غيلان باريه على عدة عوامل، بما في ذلك شدة المرض واستجابة الجسم للعلاج، وعلى الرغم من أن المتلازمة يمكن أن تكون مرضًا خطيرًا ومتعبًا، إلا أن معظم المرضى يتعافون بشكل كامل أو جزئي مع مرور الوقت.
ما هو أفضل علاج لمتلازمة غيلان باريه؟
بما إن السبب هو مهاجمة الجهاز المناعي، فغالبًا ما يصف الطبيب ما يلي:
- بريدنيزون 5 مجم أقراص Prednisone
في الختام، متلازمة غيلان باريه هي حالة نادرة ومرضية قد تكون خطيرة، ولكنها قابلة للشفاء في معظم الحالات، ويتطلب ذلك التشخيص الدقيق والعلاج بالتعاون مع فريق طبي متخصص ورعاية مستمرة لضمان التعافي الكامل وتقليل المضاعفات المحتملة. من خلال العلاج الطبي والعلاج الفيزيائي والدعم النفسي والعاطفي، يمكن للمرضى التغلب على التحديات واستعادة جودة حياته. هدفت سطور مقالنا اليوم إلى فهم المرض وتوعية الناس حوله ونأمل أن يستمر التقدم في البحوث والعلاجات المستقبلية لهذه المتلازمة، وأن يصبح هناك مزيد من الإمكانيات لتحسين جودة حياة الأشخاص المتأثرين بها.
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل مرض متلازمة غيلان باريه خطير؟
مرض غيلان باريه هل هو معدي؟
مشاركة المقال