ما هو مرض الزهايمر وما أعراضه وعلاجه؟

ما هو مرض الزهايمر وما أعراضه وعلاجه؟

صحة المخ والأعصاب

يُعد مرض الزهايمر حالة صعبة ومحبطة للمرضى وأفراد العائلة المعنيين، إذ يؤثر هذا المرض العصبي على الذاكرة والتفكير والسلوك، ويترتب عليه تحديات حياتية جديدة ومعقدة، وعلى الرغم من عدم وجود علاج  شاف بشكل كامل، إلا أن هناك خيارات علاجية ورعاية متاحة قد تساعد في إدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة. يهدف مقالنا اليوم إلى توفير نظرة شاملة حول مرض الزهايمر ما بين الأعراض، والأسباب ومناقشة العلاجات المتاحة؛ لنتعلم كيف يمكننا دعم المرضى وتحسين جودة حياتهم. 

ما هو مرض الزهايمر؟ 

130 ألف حالة إصابة بمرض الزهايمر في السعودية، هذا ما أشارت إليه أبحاث وزارة الصحة السعودية في عام 2020، ما يؤكد أن الزهايمر ليس جزءاً من مرحلة الشيخوخة الطبيعية. 

الزهايمر هو حالة مرضية مزمنة تؤثر على الدماغ بشكل تدريجي وتسبب تدهور في الوظائف العقلية والذهنية، ومنه تؤثر في كفاءة عمل الذاكرة وطرق التفكير والسلوك الخاصة بالمريض، قد يتطور المرض ليُحدِث في نهاية المطاف تقلص وموت خلايا الدماغ.  

يؤثر مرض الزهايمر عادةً على كبار السن، ومن الشائع ظهور الأعراض لأول مرة بعد سن الستين، ويزداد الخطر تدريجياً مع تقدم العمر، وقد يصاب الأشخاص الأصغر سناً، بشكل أقل شيوعاً. 

تشرح آلية تأثر خلايا الدماغ بانخفاض الرسائل الكيميائية  أو النواقل العصبية التي تشارك في إرسال الرسائل والإشارات بين خلايا الدماغ، وأهمها الأستيل كولين الذي لوحظ انخفاضه في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر.  

إنها إحدى الآليات التي تحدث لدى هؤلاء المرضى، وقبل أن نناقش باقي الأسباب المحتملة نلخص لكم أن تأثر مناطق مختلفة من الدماغ يعني اختلاف الأعراض من شخص لآخر واختلاف حدة المرض. 

ما أسباب الزهايمر؟ 

لم تُحدد الأسباب الدقيقة لمرض الزهايمر حتى الآن، ومع ذلك، يعتقد العلماء أن هناك عوامل متعددة تسهم في ظهور المرض، والتي من بينها ما يلي: 

  • التقدم في العمر، وهو أكثر العوامل المرتبطة بمثل هذه الأمراض.
  • العوامل الوراثية، إذ ارتبطت الجينات التي تسري بين العائلات بزيادة معدلات الإصابة، تشمل هذه العوامل الوراثة الجينية المتعلقة ببروتينات البيتا-أميلويد والتاو التي سنشرح معناها الآن.
  • متلازمة داون، يصاب الكثير من مرضى متلازمة داون بمرض الزهايمر.

كما يُعتقد أن للعوامل البيئية ونمط الحياة وسوء التغذية والتدخين دوراً في زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وعلى الرغم من عدم معرفة سبب بدء المرض بالضبط، يؤكد العلماء أنه يبدأ قبل ظهور الأعراض بسنوات عديدة. 

تشرح بعض الدراسات أن من أهم أسباب حدوث مرض الزهايمر هو التراكم غير الطبيعي للبروتينات في خلايا الدماغ وحولها، وهم: 

  • بروتين البيتا-أميلويد، عندما تتجمع أجزاء هذا البروتين معًا وتتكتل، قد يكون لها تأثيرسام على الخلايا العصبية وتشكل رواسبها لويحات حول خلايا الدماغ، وتعطل الاتصال فيما بينها.
  • بروتينات التاو، التي لها دور في نقل العناصر الغذائية والمواد المهمة لدعم صحة الخلايا العصبية، ولكن عند مرضى الزهايمر يتغير شكلها وتتنظم في هياكل تدعى التشابك الليفي العصبي. تعطل هذه التشابكات نظام النقل وتُحدث تلفاً للخلايا العصبية.

مع ذلك، الجدير بالذكر أن هذه العوامل ليست مؤكدة  أو محتمة، إذ أن مرض الزهايمر قد ينتج عن تفاعل معقد بين العوامل المختلفة، ويستمر العلماء في إجراء الأبحاث والدراسات لفهم أفضل لأسباب هذا المرض الشائع والبحث عن وسائل للوقاية والعلاج. 

ما أول أعراض الزهايمر؟ 

يُعد فقدان الذاكرة هو أبرز الأعراض الأولية لمرض الزهايمر، إذ يصعب على المصابين تذكر المعلومات والأحداث اليومية، كما أنهم يعانون من نسيان الأشياء وتكرار نفس الأسئلة، ومع مرور الوقت، تتفاقم الأعراض. 

نذكر لكم ترتيب الأحداث المتوقع عند المرضى. 

تظهر أعراض طفيفة وصعبة التمييز في المراحل الأولى من مرض الزهايمر خاصة أنها غالباً ما تختلط مع أعراض الشيخوخة الطبيعية، ولكن هناك علامات قد تشير إلى الإصابة الأولية والتي يجب الحذر منها عند تكرارها وعدم تجاهلها، مثل:  

  • تكرار نسيان المحادثات الجديدة مع الأشخاص والأحداث الحالية، ما قد يظهر على شكل إعادة السؤال مراراً عن نفس الشيء أو الحدث الذي يتعذر تذكره.
  • إيجاد صعوبة في التفكير والتركيز لقول كلمة صحيحة أو اتخاذ قرار ما.
  • إصدار أحكام سيئة وسريعة على الأشخاص نتيجة سوء القدرة على التقدير والحكم على الموقف الحاصل.
  • نسيان أماكن الأشياء وأسمائها، وقد يضل الشخص الطريق أثناء قيادة السيارة حتى في الأماكن المألوفة بالنسبة له.
  • التردد في تجربة أشياء جديدة.
  • صعوبة في أداء المهام اليومية، وخاصة ما يحتاج للتفكير أو التنظيم، مثل: إدارة المال.
  • تغيرات المزاج، والقلق أو الانفعالات المبالغ فيها والمرور بفترات الارتباك.
أول أعراض الزهايمر

ما هي أعراض الزهايمر؟

 بعد أن ذكرنا الأعراض الأولية للمرض، يجب معرفة أنه مرض قد يتميز بظهور مجموعة متنوعة من الأعراض التي تتطور بمرور الوقت، والتي تتمثل في: 

  • مشكلات الذاكرة  التي تزداد سوءًا، نجد المريض يجد صعوبة متزايدة في تذكر أسماء الأشخاص المألوفين والتعرف على العائلة والأصدقاء، قد يصل ذلك إلى فقدان ذاكرة كلي.
  • الارتباك والشرود ومشاعر الضياع، كما قد يُلاحظ عليه الانفعالية الشديدة والوساوس المرافقة.
  • الأوهام وتخيل أحداث لا تمت للواقع، والهلوسات، والخوف من مقدمي الرعاية أو أفراد العائلة.
  • اضطرابات النوم والأرق.
  • مشكلات في اللغة والتواصل، واستخدام كلمات غير منطقية وصعوبة شرح ما يريد للآخرين بوضوح، وصعوبة في الكتابة.
  • تغيرات المزاج، وتقلبه السريع والمتكرر، إذ يرافق المريض مشاعر القلق، والإحباط وقد تتطور لحالة حادة من الاكتئاب.
  • صعوبة في أداء أبسط المهام اليومية.

الجدير بالذكر أن في هذه المرحلة، يحتاج الشخص المصاب بمرض الزهايمر إلى الدعم لمساعدته في الحياة اليومية، فقد يحتاج من يساعده في الأكل والغسيل وحتى ارتداء الملابس أو استخدام المرحاض. 

ما هي أعراض مرض الزهايمر المتقدمة؟

تشتد الأعراض وتسوء كلما تقدم المريض في السن، أو تُرك دون علاج ودعم نفسي، لذا في المراحل المتقدمة من الزهايمر، قد تُلاحظ أعراض، مثل: 

  • كثرة وشدة الهلوسة والأوهام.
  • زيادة عنف المرضى وكثرة الشك في من حولهم.
  • عسر وصعوبة البلع.
  • فقدان الوزن الشديد وغير المبرر.
  • التبول اللاإرادي أو سلس البراز.
  • فقدان القدرة على كلام.
  • مشكلات متفاقمة في الذاكرة القصيرة وطويلة المدى.

قد يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى الرعاية على مدار 24 ساعة، للمساعدة في الأكل والتنقل والعناية الشخصية، وتقديم الدعم النفسي. 

تهدف فهم هذه الأعراض إلى التعرف المبكر على مرض الزهايمر والحصول على التقييم والعلاج المناسبين. يجب استشارة الطبيب في حال ظهور أي من هذه الأعراض لتشخيص الحالة بدقة واتخاذ الخطوات اللازمة. 

ما هو علاج الزهايمر؟

لا يوجد حتى الآن علاج مؤكد لمرض الزهايمر، ولكن هناك بعض العلاجات والإجراءات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتبطئ تطور المرض، ومن بين هذه العلاجات الأدوية الموجهة لتحسين وظائف الدماغ والتحكم في الأعراض، بالإضافة إلى العلاج السلوكي الوظيفي، والدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وعائلاتهم. 

  • العلاج الدوائي: هناك عدة أنواع من الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الزهايمر، تشمل الأدوية المثبطة لإنزيم الأستيل كولينستيراز، مثل: دونيبيزيل (Donepezil) وريفاستيجمين (Rivastigmine)، وكذلك الأدوية المستهدفة للجلوتامات، مثل: الممانتين (Memantine). تعمل هذه الأدوية على تحسين اتصالات الخلايا العصبية وتأخير تدهور الوظائف العقلية.
  • الرعاية الطبية: يتطلب مرض الزهايمر رعاية مستمرة ومتخصصة، وينصح بالتعاون مع أطباء الأمراض العصبية وفرق الرعاية الصحية متعددة التخصصات؛ للتعامل مع تحديات المرض وتوفير الدعم والرعاية اللازمة.
  • التدخلات السلوكية: يمكن استخدام التدخلات السلوكية والتعليمات البسيطة؛ لتسهيل التواصل مع المرضى المصابين بمرض الزهايمر وتعزيز استقلاليتهم في أداء المهام اليومية.
  • الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي: يعد الدعم الاجتماعي والرعاية النفسية جزءًا هامًا من علاج مرض الزهايمر، إذ يمكن للمرضى وأفراد أسرهم الاستفادة من الدعم العاطفي والمجتمعي للتعامل مع التحديات المرتبطة بالمرض.

من المهم التواصل مع الفريق الطبي واستشارة المختصين؛ لتقييم الحالة الفردية وتحديد الخطة العلاجية الأمثل لمريض الزهايمر، كما يجب ضبط العلاج وفقًا لاحتياجات وظروف المريض الفردية.

ما هو أفضل علاج للزهايمر؟

  • دمنتيل 10 مجم/ 20 مجم  30 قرص Dementile
  • اكسلون 1.5 مجم 28 كبسولة Exelon caps
  • مارلون 20 ملجم 30 قرص Marlon

مرض الزهايمر قد يكون تحديًا كبيرًا للمرضى وأفراد عائلاتهم ويهز كيان العائلة بأكملها، فإنه يؤثر عليهم نفسياً بشكل كبير، ولكن من خلال التعاون مع الفريق الطبي المختص وتطبيق العلاجات المناسبة والاستفادة من الدعم الاجتماعي والعاطفي يمكن تحسين جودة الحياة وتخفيف الأعراض المصاحبة للمرض، ويجب زيادة ونشر الوعي بأهمية الكشف المبكر عن مثل هذه الأمراض العصبية لأن ذلك هو نصف طريق العلاج والحد من المضاعفات، فإذا لاحظت وجود أعراض.

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية  لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.

الأسئلة الشائعة

  • لماذا يصرخ مريض الزهايمر؟

  • متى تبدأ أعراض مرض الزهايمر؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الأول*
last-name
phone-number
email-address