ما الفرق بين ألم الأعصاب وآلام العضلات؟

الألم هو تجربة نخافها جميعاً لأنها تؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية، سواء كان نتيجة لإصابة أو حالة مزمنة، يمكن للألم أن يؤثر في صحتنا الجسدية والنفسية، وأحد أكثر الآلام شيوعاً هو ألم العضلات، ما يتطور نتيجة لأسباب ومشكلات مختلفة، ولكن هل فكرت يوماً ما الفرق بين ألم الأعصاب وآلام العضلات؟ يمكننا التمييز بينهما غالباً بناءً على مدة الشعور بالألم، لأن الألم الناتج عن ضرر الأعصاب، يكون قويًا ومزمنًا وغالبًا غير مستجيب للعلاجات الدوائية أو الموضعية، يبقى لكل منهما خصائصه الفريدة وأساليب علاجه الخاصة، لنستكشف الفرق، ونتعرف إلى الأسباب والأعراض في مقالنا اليوم.

ما هو الفرق بين ألم الأعصاب وآلام العضلات؟

يميز الطبيب آلام العضلات والأعصاب من خلال أخذ القصة السريرية للمريض ومناقشة بعض التفاصيل حول طبيعة الألم وتكراره، فمثلاً إذا بدأ الألم بعد إصابة أو تمزق، وكان طفيفًا نسبيًا في البداية، فمن المرجح أن يكون الألم ناجمًا عن إصابة أو تشنج في العضلات.

على النقيض، إذا خُلق الألم فجأة من العدم أو استمر لفترة طويلة، وشعرت أنه يترافق مع ارتفاع في حرارة الجلد المحيط، فمن المرجح أن يكون هذا مؤشرًا على ألم الأعصاب.

لكن تلك المعلومات هي عبارة عن معلومات عامة وغير تشخيصية، لنتعرف سوياً في الأسطر التالية على كل حالة على حدة.

ما هو ألم الأعصاب؟

يتطور الضرر أو التهيج في الأعصاب نتيجة أسباب مختلفة، بما في ذلك الأمراض المزمنة والالتهابات والصدمات والضغط على الأعصاب. يظهر ألم الأعصاب بشكل مفاجئ وحاد، وقد يتحول لألم مزمن يعاني منه المريض لفترات طويلة 6 أشهر أو أكثر، ويتطلب أساليب علاج متخصصة.

ما هو ألم العضلات؟

ألم العضلات، المعروف أيضًا باسم الألم العضلي الهيكلي، ينجم عن التهاب أو تورم في العضلات والعظام والأربطة، وأحيانًا يصل للأعصاب المحيطة. يمكن أن يكون هذا النوع من الألم محدودًا في منطقة معينة أو منتشرًا في جميع أنحاء الجسم، وهو مرتبط عادة بالإصابات، مثل حوادث السيارات والسقوط أو الضربات المباشرة على العضلات في المنطقة. 

 يسهم أيضاً استخدام العضلات بشكل مفرط في أثناء العمل أو ممارسة الأنشطة القاسية أو وضعيات الجلوس أو الوقوف غير الصحيحة في تطور ألم العضلات.

ما هي أسباب آلام العضلات والأعصاب؟

يبقى الألم هو مصدر قلق لنا حتى وإن أدركنا أنه وسيلة يخبرنا الجسم بأن هناك شيء ما أصابه، والجدير بالذكر أن تكرار الألم أو استمراره هو مؤشر قوي يجعلك تبحث مع المختصين عن السبب.

ما هي أسباب ألم الأعصاب؟

ينتج ألم الأعصاب عن التهاب حاصل نتيجة للإصابة بأمراض معينة في الدماغ أو العمود الفقري أو كأثر جانبي لمشكلة مرضية أخرى، وتشمل الأسباب الشائعة لهذه الأمراض ما يلي:

• التصلب اللويحي.
• الأمراض الكلوية المزمنة.
• افتقار الجسم للفيتامينات الضرورية لفترات طويلة.
• السكتة الدماغية.
• بعض أنواع السرطانات وطرق علاجها.
• داء السكري.

على الرغم من أن وجود هذه الأمراض قد يعرضك بشكل أكبر لخطورة الإصابة بألم الأعصاب، إلا أن ذلك ليس أمراً مؤكداً أو حتمياً، يجب الالتزام بالأدوية المعالجة لمثل هذه المشكلات والمراقبة الدورية للوقاية من مضاعفاتها التي آلام الأعصاب تمثل واحدة منها.

كما أن  ألم الأعصاب يعد العرض الرئيسي لبعض الأمراض، مثل الألم العضلي الليفي الذي يدل عنها ويساعد الطبيب على تشخيصها.

ما هي أسباب آلام العضلات؟

تحدث آلام العضلات نتيجة لتمزق أو تمدد العضلات، وهي آلام متوسطة إلى حادة، وغالباً ما تكون مؤقتة، قد يكون الألم مصاحبًا لحالات، مثل التهاب العضلات أو التوتر أو التشنج وصولاً إلى التمزق العضلي.

غالبًا ما ينتج ألم العضلات نتيجة للصدمة أو الاستخدام المفرط للعضلة بطريقة ما في أثناء العمل أو ممارسة الأنشطة، كما أن من ضمن الأسباب المحتملة ما يلي:

• الرضوض وإصابات الإجهاد أو الالتواء المتكرر.
• الحوادث.
• الإصابات الرياضية.

تسهم أيضاً الوظائف المكتبية التي تنطوي على الجلوس المطول وعدم الحركة في تصلب العضلات والألم، والأعمال المجهدة للجسم مثل حالة عمال البناء وغيرها.

كما أن ألم العضلات قد يكون نتيجة لأمراض أخرى، مثل:

• قصور الغدة الدرقية.
• فقر الدم المزمن.
• فيروس كورونا.
• التشنج العضلي المستمر.
• متلازمة التعب المزمن.
• الأمراض المناعية الذاتية، مثل: الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي.
• مرض لايم، الذي ينقله القراد الأسود إلى الإنسان.
• الفيبروميالغيا (الألم العضلي الليفي)، وهو حالة تُحدث ألماً في جميع أنحاء الجسم ومشكلات في النوم واستمرار التعب.

وقد يكون ألم العضلات أثراً جانبياً لبعض الأدوية، مثل: الأدوية الخافضة للكوليسترول وتحديداً الستاتينات Statins.

إن عدم معالجة السبب وراء التهاب الأعصاب أو العضلات قد يحوله لمشكلة مزمنة، تؤثر في الوظائف اليومية أو أي أنشطة جسدية.

ما هي أعراض التهاب العضلات والأعصاب؟

يتميز ألم الأعصاب بمجموعة من الأعراض التي تختلف عن ألم العضلات، إذ غالباً ما يصفه المريض على أنه أحد ما يلي:

• شعور بالضغط أو الحرقة أو الوخز.
• ألم حاد وقد يمتد على طول مسار العصب المتأثر.
• الشعور بالضعف أو فقدان الإحساس والخدر في المناطق التي تتأثر بها الأعصاب.
• زيادة الحساسية للحرارة أو البرودة.

 على عكس ألم العضلات، يمكن أيضًا أن يسبب ألم الأعصاب ألمًا في الجلد فوق الأعصاب المتأثرة، ويصاحبه أحاسيس أخرى، مثل: الصدمات الكهربائية أو الشعور وكأن هناك وخز بالدبابيس والإبر.

أما  ألم العضلات غالبًا ما يوصف على أنه شعور بالألم أو التصلب في المنطقة المتضررة، عادة ما يكون محدودًا داخل العضلة نفسها ويزداد سوءًا عند استخدام العضلة أو تحريكها.

يترافق تصلب العضلات وضعفها مع أعراض عامة في الجسم، مثل:

• الحمى.
• الطفح الجلدي.
• الدوار.
• ظهور مؤشرات العدوى، مثل: التورم والاحمرار.

إن التعب وصعوبة النوم هي أيضًا أعراض شائعة مرتبطة بألم العضلات، وعادة لا يشمل الشعور بالحرقة أو الوخز أو الخدر.

ما هو أفضل علاج للأعصاب والعضلات؟

لعلاج ألم الأعصاب في أفضل مستشفي تخصصي في جدة، يعتمد الأطباء على مجموعة متنوعة من الخيارات بما في ذلك العلاج الدوائي، مثل: تناول المسكنات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، و بعض أنواع الأدوية العصبية ومضادات الاكتئاب.

 قد يستخدم العلاج الفيزيائي والتدخل الجراحي في بعض الحالات الشديدة.

لعلاج آلام العضلات، يتوجه اهتمام الطبيب على تخفيف الألم والالتهاب والتورم، يتضمن ذلك تطبيق الكمادات على المنطقة المصابة، وتناول المسكنات، واستخدام العلاج الفيزيائي، مثل العلاج بالحرارة والتدليك وتمارين التمدد والتقوية العضلية.

يرجى ملاحظة أنه من الأفضل استشارة طبيبك لتقييم حالتك بشكل دقيق وتوجيه العلاج المناسب بناءً على أعراضك وتاريخك الطبي.

اقرأ أيضاً: أسباب آلام الرقبة وتمارين للتخلص منها.

ما هي أفضل الأدوية لعلاج ألم الأعصاب والعضلات؟

يصف الأطباء الأدوية التالية لتسكين آلام الأعصاب والعضلات، أهمها:

• جابتين 400 Gaptin 400 mg لتسكين وتخفيف الاعتلال العصبي وآلامه.
• ريلاكسون Relaxon لتخفيف آلام العضلات.
• ديمرا Demra لتسكين ألم العضلات.
• ميلجا Milga لتخفيف آلام الاعتلال العصبي.

يعد التمييز ومعرفة الفرق بين ألم الأعصاب وآلام العضلات أمرًا حاسمًا للتشخيص السليم والعلاج الفعال، وعلى الرغم من أنهما يشتركان في شكل الألم إلى حد كبير، إلا أن فهم السمات الرئيسية لكل نوع من أنواع الألم يساعد الأفراد على طلب العناية الطبية في الوقت المناسب، وعلاج كل ما يتعلق به من أمراض مزمنة والتهابات وصدمات تضغط على الأعصاب .

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية  لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.