الإرتجاع الصامت

علاج الكحة المزمنة الناجمة عن الارتجاع الصامت | مستشفى اندلسية

الارتجاع الصامت من الأمراض المزعجة التي تصيب الكبار والأطفال على حد سواء، وغالبًا ما يُكتشف متأخرًا لأنه لا يظهر في شكل الأعراض التقليدية لارتجاع المريء مثل الحموضة أو الغثيان، لكن أعراضه تظهر في صورة بحة في الصوت، وكحة مزمنة، والتهابات متكررة في الحلق والجيوب الأنفية.  

في هذا المقال نتعرف على أعراض وأسباب الارتجاع الصامت عند الكبار والرضع، والفرق بينه وبين ارتجاع المريء، وأهم النصائح للوقاية من مضاعفاته الخطيرة. 

أعراض الإرتجاع الصامت 

الارتجاع الحنجري المريئي أو ما يُعرف بالارتجاع الصامت هو صورة مختلفة لارتجاع المريء تحدث نتيجة صعود أحماض المعدة إلى منطقة الحلق، لكن لماذا أُطلق عليه لقب الارتجاع الصامت؟ 

الإجابة ببساطة هو أنه لا يظهر في شكل أعراض الارتجاع التقليدية مثل حُرقة المعدة أو ألم الصدر أو الغثيان، لكنه يظل كامنًا ويستمر الحمض في التأثير على منطقة الحلق ثم يظهر لأول مرة عند حدوث المضاعفات. 

الأعراض الشائعة لدى البالغين 

تتضمن أشهر أعراض الارتجاع الصامت عند البالغين ما يلي: 

  • بحة وانخفاض نبرة الصوت. 
  • وجود طعم مرارة في الحلق. 
  • الشعور بالكتلة أو شيء عالق في الحلق. 
  • أعراض الأزمة الصدرية. 
  • الكحة المزمنة. 
  • مخاط وبلغم باستمرار. 
  • صعوبة البلع. 
  • التهاب الحنجرة والأحبال الصوتية. 
  • التنقيط الأنفي الخلفي بشكل مزمن من الأنف للحلق. 

 

الأعراض عند الرضع والأطفال 

تختلف أعراض الارتجاع الصامت بين الأطفال والكبار لأن الأطفال والرضع عادةً لن يكون لديهم القدرة على وصف شعورهم مثل البالغين، لذا يتطلب الأمر تقييمًا كاملًا من جراح الأنف والأذن للوصول إلى التشخيص الصحيح. 

تظهر أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع والأطفال كما يلي: 

  • كحة مزمنة. 
  • بحة في الصوت. 
  • ازرقاق لون الطفل. 
  • صعوبة البلع. 
  • انقطاع النفس. 
  • نقص حاد في النمو. 
  • أعراض مرض الخناق. 

الفرق بين أعراض الإرتجاع الصامت وأعراض ارتجاع المريء النفسي 

تتشابه أعراض الارتجاع الصامت وأعراض ارتجاع المريء النفسي بشكل كبير، ويكمن الفرق في سبب حدوث كل منهما، إذ تحدث أعراض الارتجاع الصامت نتيجة صعود الأحماض من المعدة إلى الحلق نتيجة ضعف عضلات المريء العاصرة، وبالتالي تتسبب في حدوث التهاب مزمن في الأحبال الصوتية والبلعوم والحلق وظهور أعراض الجهاز التنفسي المختلفة. 

على الجانب الآخر، أعراض ارتجاع المريء النفسي تحدث لأحد الأسباب التالية: 

  • رد فعل منعكس في الرئة وممرات الهواء نتيجة وجود حمض المعدة في المريء. 
  • تسرب بعض من أحماض المعدة إلى الرئة خلال الارتجاع. 

أسباب الإرتجاع الصامت 

لفهم أسباب الارتجاع الصامت ينبغي أولًا أن تفهم ترتيب تلك المنطقة في جسم الإنسان وكيفية عملها. 

المريء هو أنبوبة عضلية طويلة تربط بين منطقة الحلق والبلعوم في الأعلى والمعدة في الأسفل، وتحتوي على عضلات عاصرة في كلا الجانبين للحفاظ على محتويات المعدة من الطعام والأحماض بداخلها، والتحكم في خروجها في الوقت المناسب. 

يحدث الإرتجاع الصامت عندما تضعف قوة العضلات العاصرة وعندها تصعد أحماض المعدة إلى البلعوم والحنجرة والجزء الخلفي من مجرى الهواء وتتسبب في التهابات مزمنة، وبالتالي تظهر تلك الأعراض. 

الإرتجاع الصامت هو حالة صحية شائعة بين الأطفال والرضع وذلك لأن المريء أقصر والعضلات العاصرة لديهم لم يكتمل نموها بعد، بالإضافة إلى أنهم مستلقيين معظم الوقت. 

الفرق بين الإرتجاع الصامت وارتجاع المريء 

برغم أن كل منهما سببه ارتجاع أحماض المعدة، تختلف الأعراض بينهما كما يلي. 

أمراض قد تتشابه أعراضها مع الإرتجاع الصامت 

تتشابه أعراض الإرتجاع الصامت مع العديد من الأمراض الأخرى، إليك أبرزها: 

  • حساسية الجيوب الأنفية: وهي التهاب مزمن في الجيوب الأنفية في الوجه، ويتسبب في تغييرات في الصوت وأعراض التهاب متكررة في الجهاز التنفسي العلوي. 
  • التنقيط الخلفي من الأنف للحلق: يؤدي إلى التهابات متكررة في الحلق. 
  • الربو: حساسية مزمنة في الصدر تؤدي إلى ضيق في التنفس وكحة مزمنة. 
  • استخدام الصوت بكثرة: يؤدي إلى بحة في الصوت. 

كيفية تشخيص الإرتجاع الصامت 

من الضروري الرجوع للطبيب المتخصص إذا لاحظت أي من أعراض الارتجاع الصامت أو ارتجاع المريء، خاصةً إذا كانت الأعراض تتكرر مرتين أو أكثر أسبوعيًا لعدة أسابيع. 

سوف يبدأ طبيبك بسؤالك عن الأعراض بالتفصيل وتاريخك المرضي والعائلي والأدوية التي تناولتها ومدى فعاليتها في تحسين الأعراض، ثم يفحصك بشكل كامل. 

يجب أن تُعير انتباه خاص لمشكلة حرقة المعدة، فبالرغم من ارتباطها المتكرر بأعراض ارتجاع المريء، فهي يمكن أن تشير إلى أمراض أخرى في القلب أكثر خطورة. 

الهدف الأساسي من تشخيص الارتجاع الصامت هو استبعاد الأسباب السرطانية التي يمكن أن تؤدي إلى تلك الأعراض والوصول إلى السبب الأساسي لتلك المشكلة. 

تشمل فحوصات تشخيص الإرتجاع الصامت ما يلي: 

  1. إجراء أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي على منطقة الرأس والرقبة لاستبعاد وجود أي كتل أو أورام أو التهاب في الجيوب الأنفية. 
  2. قياس درجة الحموضة من خلال وضع قسطرة بها حساسات للحموضة داخل الحلق والمريء، وتسجيل النتائج لمدة 24 ساعة. 
  3. المنظار الأنفي لرؤية الأنف والحلق والبلعوم من الداخل وملاحظة علامات الارتجاع مثل الاحمرار والالتهاب. 
  4. منظار الجهاز الهضمي العلوي لفحص المريء والمعدة وبدايات الأمعاء الدقيقة، وتشخيص علامات الارتجاع. 
  5. منظار الحنجرة لرؤية منطقة الحلق بالتفصيل وإزالة أي جسم غريب وأخذ عينة من الأنسجة لفحصها. 
  6. دراسة إفراغ المعدة وهي فحص خاص يقيم مدى سرعة انتقال المواد المُشعة من المعدة للأمعاء الدقيقة للمساعدة في تشخيص شلل المعدة أو الانسداد. 

طرق علاج الإرتجاع الصامت 

الخطوة الأولى في علاج الارتجاع الصامت هي إجراء بعض التغييرات في نمط حياتك، واللجوء إلى بعض الأدوية إذا استدعى الأمر كما يلي. 

العلاج الدوائي 

يوجد العديد من الخيارات الدوائية التي يمكن استخدامها لعلاج الارتجاع الصامت كما يلي: 

  • مثبطات مضخة البروتون مثل نيكسيوم وأوميبرازول. 
  • حاصرات H2 مثل الفاموتيدين. 
  • أدوية لتحفيز حركة الجهاز الهضمي وتحسين عمل العضلة العاصرة. 
  • السكرالفات لحماية الأغشية المبطنة للمريء والمعدة. 
  • مضادات الحموضة لعلاج أعراض حرقة المعدة. 

التعديلات في النظام الغذائي ونمط الحياة 

تحتاج -بجانب العلاج الدوائي- إلى تعديل بعض عاداتك اليومية ونمط حياتك للمساعدة في تقليل أعراض الالتهاب، وإليك أهم التعليمات: 

  • فقدان الوزن الزائد. 
  • الإقلاع عن التدخين. 
  • تقليل شرب الكحوليات. 
  • تجنب الأكل الذي يحتوي على الشوكولاتة والنعناع والفواكه الحمضية والتوابل والكافيين والطماطم. 
  • التوقف عن الأكل لمدة 3 ساعات قبل النوم. 
  • النوم على أكثر من وسادة بحيث تكون رأسك مرفوعة. 
  • تجنب الملابس الضيقة والأحزمة على منطقة الوسط. 
  • مضغ العلكة باستمرار لزيادة إفراز اللعاب ومعادلة الحموضة. 

العلاج عند الرضع والأطفال 

الأطفال والرضع لا يمكنهم التعبير عن شكواهم مثل الكبار، لكن هذا لا يمنع من ضرورة الحرص على العلاج: 

  • تقسيم الرضعات إلى رضعات قصيرة متكررة. 
  • إبقاء الطفل في وضع رأسي لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد الرضاعة. 
  • استخدام أدوية تقليل الحموضة تحت إشراف طبيب الأطفال. 
  • جراحات الجهاز الهضمي إذا كان السبب أي تشوهات لا يمكن علاجها بالطرق الأخرى. 

مضاعفات الإرتجاع الصامت 

يتسبب حمض المعدة في التهابات طويلة المدى وتهيج في الحلق، ويمكن أن يتسبب في العديد من المضاعفات، أهمها: 

  • تضييق المنطقة أسفل الحبال الصوتية وتغيرات دائمة في الصوت. 
  • التهابات متكررة في الأذن وقناة استاكيوس. 
  • تراكم السوائل في الأذن الوسطى. 

نصائح للوقاية من الارتجاع الصامت 

يمكنك إجراء بعض التغييرات في نمط حياتك للوقاية من أعراض الارتجاع الصامت، أهمها ما يلي: 

  • الحد من تناول الأطعمة المهيجة للمعدة. 
  • رفع الرأس قليلًا عند النوم. 
  • عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرةً. 
  • التخلص من الوزن الزائد من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية. 
  • تجنب شرب الكحوليات والكافيين. 

 

في الختام، الارتجاع الصامت قد يبدو بسيطًا في البداية، لكنه إذا تُرك دون علاج يمكن أن يسبب مضاعفات مزمنة تؤثر على الصوت والتنفس، لذا من الضروري اتباع تعليمات الطبيب والحفاظ على نمط حياة صحي لتجنب تفاقم المشكلة.  اذا لاحظت اي عرض من الاعراض السابقة -لا قدر الله-  يمكنك ان تحجز اقرب ميعاد لزيارة احد افضل اطباء في جدة في مستشفي اندلسية

الأسئلة الشائعة

  • ما هي أعراض الارتجاع الصامت؟

  • ما هي أعراض ارتجاع المريء النفسي؟

  • ما هي أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع؟

مشاركة المقال