اضطراب ما بعد الصدمة

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة ولماذا يحدث وكيف يمكن التعامل معه؟

الصحة النفسية

ما بين القلق، والخوف ومشاعر اليأس يمر الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة بأسوأ أيام حياتهم، فلا يقتصر الحدث الذي أصابهم من كارثة طبيعية أو صدمة نفسية شديدة على اللحظة التي مروا بها ولا بعدها بأسبوع أو أسبوعين، إنما هي حالة قد تقلب حياتهم رأساً على عقب وتدخلهم في اضطراب نفسي شديد يُعطِّل مهامهم وأنشطتهم ويجعلهم غير متقبلين الواقع أو الأشخاص المحيطين. نتعرف في سطور هذا المقال إلى أعراض هذا الاضطراب وما هي خطته العلاجية؟

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

يطلق اسم اضطراب ما بعد الصدمة على مرحلة القلق والإرهاق النفسي التي يمر بها الشخص الذي تعرَّض لحالة ذعر أو شدة نفسية أو حدث قاسٍ غير مجرى حياته للأسوأ.

يمر الأشخاص خلال حياتهم بالكثير من المواقف التي تفزعهم أو تؤثر في حياتهم سلباً، ولكن عادةً تختفي هذه المشاعر بانتهاء الموقف وتحوله لذكرى في حياتهم، أما في اضطراب ما بعد الصدمة تكون الذكريات قاسية ومتطفلة ومنهكة تؤثر على التركيز والنوم وجودة الحياة وأداء المهام اليومية بشكل كبير. 

مشاعر الخوف والقلق والاضطراب التي تصيب الشخص قد لا تتركه أبداً، وبدلاً أن تتحسن الحالة بمرور الأيام تزداد مخاوف الشخص وحالته سوءاً.

ما أسباب كرب ما بعد الصدمة؟

تختلف أسباب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؛ نظراً لاختلاف رد فعل كل شخص للمواقف التي يتعرّض لها في حياته. هناك العديد من الأحداث المؤذية أو التي تهدد الحياة والتي قد تؤدي إلى الإصابة، ومنها: 

  • حوادث السيارات المفجعة.
  • التعرض للاعتداء الجنسي أو الاختطاف.
  • التعرض لصدمة غدر من شخص مقرب أو حالات التنمر العنيف أو العنصرية.
  • حالات الحروب أو الهجوم الإرهابي.
  • الكوارث الطبيعية، مثل: الأوبئة، والفيضانات أو الزلازل.
  • التعرّض للولادة المؤلمة كأم أو كزوج يشارك مشهد ولادة صادم.
  • موت شخص عزيز بشكل مفاجئ.
  • التشخيص بمرض خطير يهدد الحياة، مثل السرطانات.

ما هي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟

تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة خلال 3 أشهر من الحدث المفزع، ولا تتوافق بين شخص وآخر، إنما هي حالة تختلف شدتها مع اختلاف الشخصيات وردود الفعل بين الناس، ولكن تتمثل الأعراض الرئيسية التي لاحظها العلماء في أربعة أنواع نذكرها بالتفصيل فيما يلي:

  • تطفل الذكريات والأفكار: تراود الشخص المصاب بهذا الاضطراب ذكريات ما حدث له بشكل يؤرق نومه وأنشطته خلال النهار، كما أن الأفكار المخيفة والشعور بأن الحدث المفزع سيتكرر والكوابيس تتكرر بوتيرة مُهلكة.
  • أعراض التجنب: إذ يُلاحَظ أن الشخص يرفض مناقشة الحدث ويتجنب معها أي شخص أو موقف أو نشاط يمكن أن يذكره بالصدمة التي مر بها، فنراه يبتعد عن زيارة أماكن معينة ويميل للعزلة والبعد عن كل من حوله.
  • تغيرات رد الفعل والسلوك: تختلف مشاعر الشخص بعد الصدمة ومنه ردود أفعاله، إذ يمكن أن يمر بنوبات من الغضب الشديد أو البرود واللامبالاة، إضافة لذلك قد يُلاحظ نوبات الهلع وفرط الحساسية للمخاطر المحتملة.
  • تغيرات التفكير وتقلبات المزاج: يتمثل ذلك في عدة جوانب أهمها عدم القدرة على تذكر بعض التفاصيل الرئيسية للحدث، بالإضافة إلى صعوبات النوم وأعراض أخرى نشرحها لكم بالتفصيل ضمن سطور المقال.

يضم اضطراب ما بعض الصدمة بعض الأعراض الجسدية أيضاً، مثل: التعرق الشديد، والرجفة والصداع والدوخة ومشكلات المعدة وآلام الصدر.

يتكرر أيضاً عند هؤلاء الأشخاص العدوى بشكل ملحوظ بسبب ضعف الجهاز المناعي الناتج عن التوتر والقلق والحالة التي يمرون بها.

اقرأ أيضاً لتتعرف إلى طرق تقوية المناعة.

ما هو اكتئاب ما بعد الصدمة؟

يمر الكثير من الذين يعانون باضطراب ما بعد الصدمة بمشكلات عقلية ونفسية، والتي يكون أهمها الاكتئاب، يتمثل ذلك في مشاعر وأعراض، مثل:

  • القلق والذعر.
  • صعوبة في التركيز.
  • قلة الاهتمام والرغبة في القيام بالأنشطة المعتادة في الحياة.
  • مشاعر الذنب والعار ولوم النفس والآخرين.
  • الرغبة في الانعزال والغربة.

تتطور الأمراض النفسية والاضطرابات عند هؤلاء الناس فكثيراً ما يتم تشخيصهم باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب أو الهلع في آن واحد.

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة المعقد؟

يُقصد باضطراب ما بعد الصدمة المعقد، الحالة المتفاقمة والأسوأ من الأعراض لهذا الاضطراب النفسي، إذ يُعاني المريض من ذات الأعراض السابقة ويُضاف لهم علامات شديدة، مثل:

  • صعوبة السيطرة على المشاعر.
  • الغضب الشديد وفقدان الثقة بشكل مبالغ فيه.
  • الإحساس باليأس تجاه كل ما يحدث.
  • استمرارية الحالة وكأن الضرر الذي حدث مستمراً حتى اللحظة.
  • الشعور وكأن النفس بلا قيمة.
  • مشاعر الإحباط من شرح ما حدث وكأن لا أحد يستطيع فهم الأمر.
  • الرغبة في الانعزال وتجنب الصداقات والعلاقات.
  • المعاناة من أعراض فصامية، وقد يصل الأمر للتفكير بالانتحار بشكل دائم.

كما أن الأعراض الجسدية لاضطراب ما بعد الصدمة تكون أكثر وضوحاً، مثل: الصداع والدوخة وآلام الصدر وتشنجات المعدة.

ما هو اختبار اضطراب ما بعد الصدمة؟

في عام 2013 وضعت الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية معايير تشخيصية لاضطراب ما بعد الصدمة كواحد من الاضطرابات المتعلقة بالصدمات والإجهاد. 

إن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5-TR) هو اختبار تشخيصي هام يسهل على الطبيب معرفة سبب ما يمر به مريضه ويبدأ معه رحلة العلاج.

يتكون هذا الاختبار من مجموعة أسئلة وتعريفات مفصلة عن الأمراض العقلية وصحة الدماغ، داعماً ذلك بالأمثلة؛ من أجل أن يستطيع الطبيب المقارنة والتشخيص والتفرقة بين اضطراب ما بعد الصدمة والحالات النفسية والعصبية الأخرى.

كيفية علاج اضطراب ما بعد الصدمة

يعتمد علاج حالة اضطراب ما بعد الصدمة على شدة الأعراض وتكرار حدوثها، ولكن عادة ما تشمل  الطرق العلاجية اللجوء للأدوية والعلاج النفسي أو السلوكي المعرفي، وأحد أهم خطوات رحلة العلاج تتمثل في مراقبة أعراض المريض للتأكد من أن الحالة لا تزداد سوءاً.

صرحت منظمة الغذاء والدواء FDA بموافقتها على استخدام مجموعة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل: السيرترالين Sertraline والباروكستين Paroxetine في علاج اضطراب ما بعد الصدمة.

تساعد هذه المجموعة الدوائية على تحسين المزاج والتخلص شيئاً فشيئاً من اضطراب القلق والنوم بشكل جيد.

يوجد عدة أدوية مضادة للاكتئاب غير ما ذُكر قد تساعد في علاج هذا الاضطراب، ومنها  فلوكسيتين Fluoxetine وفينلافاكسين Venlafaxine.

أحد أهم سُبل العلاج هو العلاج بالكلام، إذ أن الطبيب النفسي يعمل على توضيح الصورة المؤذية المتشكلة داخل عقل المريض والتعامل مع المواقف بقدر حجمها، كما يساعد التحدث على التخلص من كل الطاقة السلبية والوساوس التي تؤرق حياة هذا المصاب. 

ما هي أفضل خطة علاجية لاضطراب ما بعد الصدمة؟

إن كنا نتحدث عن الخطة التي قد يضعها الطبيب لمعالجة المريض فهي حتماً تختلف على حسب استجابة جسم المريض للأدوية الموصوفة، وطريقة تقبله للعلاج النفسي وانتظامه بمواعيد زيارة الطبيب بشكل منتظم.

تستمر رحلة العلاج بالكلام على الأقل ما بين 8 إلى 12 جلسة بشكل إسبوعي، وتتراوح مدة الجلسة بين 60 إلى 90 دقيقة.

أما العلاج الدوائي فقد يستمر المريض باستخدامه عدة أشهر أو حتى سنوات طالما استمرت الأعراض، ولكن يجب أن لا يمنعه ذلك عن استشارة الطبيب إذا لاحظ أي آثار جانبية غير معروفة المصدر أو من أجل مراقبة تطور الحالة متى استدعى الأمر.

الجدير بالذكر أن زيادة جرعة الأدوية من تلقاء نفسك لا تجدي نفعاً وأن في حالة عدم تحسن الأعراض يجب مراجعة الطبيب فهو خير من يعطيك الدواء البديل والطريق العلاجي الأقصر.

ما هي أفضل أدوية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة؟

يوصي الطبيب بالأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة: 

  • لوسترال- Lustral.
  • باروكسات- Paroxat.
  • إيفكسور- Effexor.

يحتاج مريض اضطراب ما بعد الصدمة إلى معاملة خاصة ورعاية شديدة، قد تستمر أعراض هذا الاضطراب مدة طويلة ولكن يهدف العلاج إلى تخفيف وطأة ما يمر به المريض وتحسين هذه الأعراض وتخفيف تأثيرها على حياته واستعادة توازنه النفسي، وفي أثناء هذه الرحلة العلاجية لا مفر من زيارة الطبيب النفسي الذي سيساعد الشخص على تخطي الصدمة وتعليمه سُبل التأقلم ورفض المشاعر السلبية المحيطة به تعرف على (أفضل طبيب نفسي في جدة). 

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية  لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.

الأسئلة الشائعة

  • متي تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟

  • هل يشفي مريض اضطراب ما بعد الصدمة؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الأول*
last-name
phone-number
email-address