ما هو اضطراب ثنائي القطب؟ وهل يمكن للمريض به الزواج؟
يُعد اضطراب ثنائي القطب شائعًا إلى حد ما، ويُشخص به واحد تقريبًا من بين كل 100 شخص في مرحلةٍ ما من حياتهم، ويُعرف أيضاً باسم الاكتئاب الهوسي، وهو حالة صحية عقلية تسبب تقلبات مزاجية شديدة من حالة الشعور بالسعادة والحماس المفرط إلى الشعور بالاكتئاب والحزن الشديد وسنناقش في المقال أسبابه وأهم أعراضه.
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
يتسم اضطراب ثنائي القطب بفترات من الاكتئاب، وأخرى من المزاج المرتفع، بشكل غير طبيعي تستمر كل منها من أيام إلى أسابيع. تؤثر هذه الفترات في حالة الشخص المزاجية، وقدرته على العمل وتُسمى بنوبات المزاج.
تُصنف نوبات المزاج على أنها نوبات هوس خفيف عندما يكون المزاج السائد سعيدًا أو حماسيًا، أو نوبات اكتئاب عندما يكون هناك مزاج حزين للغاية أو عندما يكون الشخص غير قادر على الشعور بالفرح أو المتعة. عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من فترات من المزاج المحايد أيضًا، والتي لا يشعرون فيها بالاكتئاب أو السعادة.
يعاني الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب أيضًا من تغيرات في طاقته، وتفكيره، وسلوكه، ونومه. خلال نوبات المزاج ثنائي القطب، يكون من الصعب القيام بالمهام اليومية، والذهاب إلى العمل أو المدرسة، والحفاظ على العلاقات.
ما هي أسباب اضطراب ثنائي القطب؟
لم يتم تحديد أسباب مرض ثنائي القطب، ولكن وُجد أن الوراثة تلعب دوراً مهمًا فيه، فإذا كان أحد أفراد العائلة لديه هذا الاضطراب، فإن نسبة حدوثه تُقدر بـ 13%.
بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تظهر أعراض الاضطراب نتيجة الوقوع تحت ضغط نفسي شديد في حياتهم.
ما هي أنواع اضطراب ثنائي القطب؟
تُوجد عدة أنواع من اضطراب ثنائي القطب تختلف فيما بينها في معدل تكرار النوبات المزاجية، ومدى شدة الأعراض.
اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول
تحدث فيه نوبة واحدة على الأقل من الهوس تستمر لأكثر من أسبوع، وقد يشعر الشخص بالحزن الشديد واليأس في الوقت نفسه الذي تشعر فيه بفرط النشاط.
اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني
يمر فيه الشخص بفترة واحدة على الأقل من أعراض الاكتئاب الشديد، وأخرى على الأقل من الهوس الخفيف .
اضطراب ثنائي القطب المختلط (bipolar with mixed features)
يواجه فيه الشخص أعراض الهوس والاكتئاب في الوقت نفسه.
اضطراب ثنائي القطب السريع (rapid cycling)
يتعرض الشخص لأربع نوبات أو أكثر من الاكتئاب أو الهوس خلال فترة 12 شهرًا.
اضطراب المزاج المتقلب (cyclothymia)
يشعر الشخص بنوبات منتظمة من الهوس الخفيف والاكتئاب لمدة عامين على الأقل، ولا يُشخص سريعاً؛ لأن الأعراض تكون أخف، لكنها تستمر لفترة أطول.
ما هي أعراض اضطراب ثنائي القطب؟
يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من أعراض تأتي على هيئة نوبات من الشعور بالنشاط الزائد والاكتئاب والإحباط وتشمل ما يلي:
- المزاج السيء المتقلب.
- الشعور بالتعب من أقل مجهود.
- وجود أفكار انتحارية أو محاولة الانتحار بالفعل.
- تناول كميات أقل أو الإفراط في تناول الطعام.
- الشعور باليأس أو السلبية.
- الهلوسة وتعني سماع أو رؤية أشياء غير موجودة.
تختلف نوبة الاضطراب ثنائي القطب عن التقلبات المزاجية البسيطة أنها قد تستمر لعدة أسابيع (أو حتى لفترة أطول).
أعراض ثنائي القطب عند النساء
- يُصاب النساء والرجال بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول بنسب متساوية، لكن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني وقد يعانينّ من سرعة التنقل بين نوباته.
- يؤثر تغير الهرمونات في أثناء الدورة الشهرية وانقطاع الطمث أيضًا في اضطراب ثنائي القطب لدى المرأة لكنه لا يسببه.
أعراض ثنائي القطب عند الرجال
- تظهر أعراض اضطراب ثنائي القطب في الرجال في سن مبكرة مقارنةً بالنساء، وغالبًا ما تظهر الأعراض في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ لديهم.
هل ثنائي القطب يسبب نسيان؟
نعم، يجد بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب صعوبة في التفكير وتذكر الأشياء.
هل مريض ثنائي القطب عدواني؟
قد يعاني المصاب باضطراب ثنائي القطب من نوبات غضب، وتصرفات عدوانية مع المحيطين به، ما يؤدي إلى الشعور بالذنب والعزلة بعدها.
ما هي تصرفات مريض ثنائي القطب؟
يميل الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب إلى التقلبات المزاجية الشديدة، ما يؤثر في حياتهم العملية والشخصية بسبب الانفعال الدائم وعدم الشعور بالراحة، وأيضاً التحدث كثيرًا، أو التحدث بسرعة كبيرة في أثناء فترات النشاط الزائد.
كيف يتم تشخيص الاضطراب ثنائي القطب؟
لتشخيص الاضطراب ثنائي القطب، يجب أن يكون الشخص قد تعرض لنوبة واحدة على الأقل من الهوس والاكتئاب. يستخدم المختصين الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) لتحديد نوع الاضطراب.
عادةً ما يُشخص الاضطراب ثنائي القطب بواسطة الطبيب النفسي، من خلال عمل الآتي:
- الحصول على تاريخ طبي شامل، والذي يتضمن السؤال عن الأعراض، وتاريخ الحياة والعائلة.
- الاختبارات الطبية، مثل: تحاليل الدم؛ لاستبعاد الحالات الصحية الأخرى التي يمكن أن تسبب نفس الأعراض.
- تقييم الصحة العقلية من خلال مختص نفسي.
ما هي طرق علاج اضطراب ثنائي القطب؟
تتضمن خطة العلاج عادةً مزيجًا من الآتي:
- العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لجعل الشخص يفهم حالته وتأثير أفكاره وسلوكه في حالته المزاجية للقدرة على إدارة الصعوبات التي قد تواجهه في الحياة اليومية.
- العلاج بالأدوية مثل: مضادات الاكتئاب والقلق.
- العلاج الذاتي: وذلك عن طريق التثقيف وتحديد الأعراض المبكرة للنوبات أو المحفزات المحتملة لها.
- تغيير نمط الحياة: وذلك بممارسة الرياضة واليوجا والتأمل، وهي تدعم العلاج ولكن لا تحل محله.
- العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT): في الحالات التي لا تستجيب بشكل جيد للأدوية أو حين تكون السيطرة السريعة على الأعراض ضرورية لمنع الضر.
هل يمكن علاج اضطراب ثنائي القطب بدون أدوية؟
يُعالج الاضطراب من خلال مرحلتين:
- المرحلة السريعة: والتي تهدف إلى تحقيق الاستقرار النفسي لشخص يعاني من الهوس أو الاكتئاب وذلك من خلال الأدوية المثبتة للمزاج ومضادات الاكتئاب.
- المرحلة طويلة الأجل: وتتضمن العلاج النفسي والمتابعة على فترات لضمان عدم حدوث الانتكاسات.
ما هي نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب؟
تشير بعض الأبحاث إلى أن معدلات التعافي من مرض ثنائي القطب، تبلغ حوالي 77% خلال 6 أشهر، وتصل إلى 84% خلال 4 سنوات، وتختلف خطة التعافي والاستجابة للعلاج من شخص لآخر، ولكن قد يستغرق الأمر من 12 إلى 18 شهرًا للتعافي من الاضطراب الثنائي القطب.
هل يمكن لمريض اضطراب ثنائي القطب الزواج؟
يثير اضطراب ثنائي القطب والزواج قلق الكثيرين، ولكن تختلف أنواع ودرجة خطورة وسمات الاضطراب ثنائي القطب؛ لذا فإن تجربة كل شخص ستكون فريدة من نوعها وأيضاً أعراض الشخص وحالته يمكن أن تتغير من حيث النوع ومدة النوبات مع تقدم العمر.
يُعد التواصل مع الطبيب الخاص بشريك الحياة أمراً مهمًا لمعرفة تشخيصهم وخطة علاجهم وما يمكن توقعه على المدى الطويل.
وباختصار، يمكن لمريض اضطراب ثنائي القطب الزواج طالما أنه يتابع حالته مع طبيب مختص ويتمكن من التعامل مع الأعراض بشكل طبيعي، وكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب لديهم زيجات سعيدة وناجحة.
ما هي مضاعفات مرض ثنائي القطب؟
يتسائل البعض عن مدى خطورة مرض ثنائي القطب، وقد أثبتت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب هم أكثر عرضة للإصابة بحالات الصحة العقلية التالية:
- قلق (Anxiety).
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
ما هي أبرز أدوية لعلاج اضطراب ثنائي القطب؟
يعتمد استخدام الأدوية لعلاج الاضطراب ثنائي القطب على نوعه والأعراض الخاصة بكل شخص.
لا يجب بأي حال من الأحوال تناول أي أدوية دون استشارة طبيبك والذي قد يوصي بما يلي:
أدوية محسنة للمزاج (Mood stabilizers)، ومنها:
- زيبريكسا 5 مجم- Zyprexa 5 mg.
مضادات الذهان (antipsychotics)، مثل:
- انفيجا 3 مجم- Invega 3 mg.
مضادات الاكتئاب (Antidepressants)، مثل:
- سبرام 20 مجم 28 قرص- Cipram tabs
الأدوية المضادة للقلق (Anti-anxiety)
بالرغم من أن اضطراب ثنائي القطب قد تستمر أعراضه لمدى الحياة، فإنه يمكن التحكم في التقلبات المزاجية والأعراض الأخرى عن طريق اتباع خطة العلاج مع الطبيب المختص، ويمكن أن يعيش المريض به حياة طبيعية شرط أن يكون على دراية بحالته والتعامل معها بطريقة احترافية.
احجز الآن في مستشفى أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية. نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، من هنــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل الاضطراب ثنائي القطب وراثي؟
هل ثنائي القطب هو انفصام الشخصية؟
مشاركة المقال