ما أعراض مرض باركنسون؟ وهل يمكن علاجه؟
مرض باركنسون هو اضطراب دماغي يظهر مع التقدم في العمر، ويؤثر على وظائف المخ المختلفة، ويسبب أعراضًا مزعجة للكثيرين من كبار السن، كالاهتزاز، والتصلب، وصعوبة التوازن وتنسيق الحركات، ويُعرف أيضًا باسم "الشلل الرعاش"، يتساءل بعض المرضى عن أعراض هذا المرض، لذلك تُقدم لكم اليوم مستشفيات أندلسيةأهم أعراضه، وأسباب الإصابة، وطرق علاجه.
ما هو مرض باركنسون "شلل الرعاش"؟
مرض باركنسون هو اضطراب تنكسي عصبي، يؤثر على خلايا المادة السوداء في الدماغ المسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين.
يلعب الدوبامين دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم، فهو مسؤول عن حركة العضلات الملساء والهيكلية، والنوم، والذاكرة، والإدراك، والمزاج، والسلوك.
يحدث مرض باركنسون، عندما تبدأ الخلايا السوداء بالتلف والموت، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات الدوبامين في الدم.
إذا انخفضت مستويات الدوبامين في الدم بنسبة 60 - 80 % عن المعدلات الطبيعية، تبدأ أعراض الشلل الرعاش بالظهور.
تتطور الأعراض تدريجيًا وتزداد سوءًا على مر السنين، ويمكن أن يواجه المرضى الكثير من الأعراض المزعجة والتي سنذكرها لكم في الفقرة التالية.
ما هي أعراض مرض باركنسون؟
يعرف مرض باركنسون أيضًا باسم "اضطراب الحركة"، نتيجة بطء الحركة والاهتزازات والرعشة التي تصيب الجسم، وتعد هذه العلامات الأكثر وضوحًا على مرضى الشلل الرعاش.
تنقسم أعراض الشلل الرعاش إلى نوعين، يعرف أحدهما بالأعراض الحركية، أما الآخر فيطلق عليه الأعراض غير الحركية.
تشمل الأعراض الحركية ما يلي:
- بطء الحركة.
- الاهتزاز والرعشة.
- التوتر العضلي أو التشنج.
- الشعور بالتواء أو شد عضلي مستمر أو متكرر.
- حركات غير منتظمة لا إرادية في الوجه أو الذراعين أو الساقين أو الجذع.
- خطوات قصيرة وسريعة خلال المشي مع انحناء الظهر، وقد يزيد هذا من خطر سقوط المريض.
- الوجه المقنع "hypomimia"، إذ تجمع عضلات الوجه بين بطء الحركة والصلابة.
- تلعثم في النطق أو ثقل، ويمكن أن يصبح الصوت ناعمًا أو أجشًا.
- سيلان اللعاب نتيجة عدم التحكم في عضلة اللسان خلال عملية البلع.
هناك أعراض أخرى غير حركية لمرض الشلل الرعاش، لكن لا يدرك معظم المرضى والمحيطين بهم مدى ارتباطها بالمرض، من أشهرها:
تغيرات معرفية، مثل:
- مشكلات الانتباه وفقدان بعض الذكريات والخرف.
- قلة الشهية، أو الشعور بالامتلاء سريعًا حتى بعد تناول الوجبات الصغيرة.
- التعرق المفرط.
- الإمساك نتيجة الخلل الوظيفي في العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، ما يسبب بطء حركة الأمعاء.
- الإعياء والتعب.
- الإصابة بالتهاب الجلد الدهني، والذي يمكن أن يزيد من قشرة الرأس.
- الهلوسة والأوهام.
- الدوار، خاصةً عند الوقوف نتيجة انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
- فقدان حاسة الشم أو التذوق.
- اضطرابات المزاج، مثل: الاكتئاب والقلق واللامبالاة أو العصبية.
- مشكلات جنسية، كضعف الانتصاب عند الرجال.
- اضطرابات النوم، مثل: الأرق والنعاس المفرط في أثناء النهار، واضطراب نوم حركة العين السريعة.
- الإصابة بمتلازمة تململ الساقين.
- السلس البولي، أو الشعور بحاجة ملحة إلى التبول.
- ظهور مشكلات في الرؤية مثل عمى الألوان .
- فقدان وزن غير مبرر.
ما هي مراحل مرض الباركنسون؟
يؤثر مرض باركنسون على الناس بطرق مختلفة، ويمكن أن تختلف شدتها من شخص لآخر، لذلك قسمها الأطباء والباحثون إلى مراحل مختلفة، مثل:
المرحلة الأولى:
- يعاني المريض في هذه المرحلة من أعراض خفيفة، ربما لا تؤثر على أنشطته اليومية.
- يمكن أن تظهر الرعشة وبعض الأعراض الحركية الأخرى في جانب واحد الجسم.
المرحلة الثانية:
- تتفاقم الأعراض، وتصيب الجانب الآخر من الجسم.
- تظهر مشكلات المشي والحركة وتصلب العضلات بشكلٍ واضح، يشعر المريض أيضًا بصعوبة في ممارسة أنشطته ومهامه اليومية خلال هذه المرحلة، لكنه لا يزال قادرًا على العيش بمفرده.
المرحلة الثالثة:
- تزداد الأعراض سوءًا خلال هذه المرحلة، إذ يظهر بطء الحركة وفقدان التوازن بشكلٍ واضح، وقد يؤدي هذا إلى زيادة مخاطر السقوط.
- لا يستطيع المريض ممارسة بعض الأنشطة اليومية بنفسه، مثل: ارتداء الملابس وتناول الطعام.
المرحلة الرابعة:
- يحتاج المريض إلى مساعدة من أقاربه لممارسة أنشطته اليومية، ويكون غير قادر على العيش بمفرده خلال هذه المرحلة.
- يستطيع مريض الباركنسون الوقوف دون مساعدة، لكنه يحتاج إلى مشاية أو مساعدة خارجية حتى يستطيع الحركة.
المرحلة الخامسة:
- تعد هذه المرحلة من أصعب مراحل مرض الشلل الرعاش، إذ يسبب تصلب الساقين صعوبة في الوقوف والمشي.
- يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى كرسي متحرك حتى يستطيع التنقل من مكان إلى آخر أو يصبح طريح الفراش تمامًا، لذلك فهو بحاجة دائمة إلى المساعدة الخارجية حتى يقوم بمهامه اليومية كالأكل، أو الاستحمام، أو استخدام المرحاض.
- يمكن أن يعاني المريض أيضًا في هذه المرحلة من الأوهام والهلوسة.
أُنشئت التقسيمات السابقة عام 1967 م من قِبل خبيرين، وهما: مارجريت هوين وميلفين ياهر، لكن لم تعد هذه التقسيمات فعالة في عصرنا الحديث، لأنها غير قادرة على تحديد مدى تأثير الأعراض على حياة كل مريض نتيجة اختلاف الأعراض من شخصٍ لآخر.
ما هو مقياس تصنيف مرض باركنسون الموحد؟
في الثمانينيات، أنشأت جمعية اضطراب الحركة مقياسًا جديدًا لمرض باركنسون، وهو مقياس تصنيف مرض باركنسون الموحد (MDS-UPDRS)، وهو تقييم شامل يحتوي على 50 سؤالًا لتحديد جميع الأعراض الحركية وغير الحركية المرتبطة بالمرض.
قسم هذا المقياس مراحل المرض إلى أربعة مجالات مختلفة، وفقًا لمدى تأثير مرض باركنسون على المريض، وهم:
- الجزء الأول: يطرح هذا الجزء أسئلة حول الأعراض غير الحركية، مثل: الخرف والاكتئاب وفقدان الذاكرة والتغيرات المعرفية، وغيرها من الأعراض المرتبطة بالصحة العقلية، إلى جانب الأعراض الجسدية كالألم، والإمساك والسلس البولي، والإعياء والتعب.
- الجزء الثاني: يقيم هذا الجزء مدى تأثير المرض على قدرة المريض على أداء مهامه اليومية، كالأكل، والمضغ، والبلع، والتحدث، وارتداء الملابس، والاستحمام، وغير ذلك من الأنشطة اليومية.
- الجزء الثالث: يستخدم الأطباء هذا الجزء لتقييم الأعراض المرتبطة بمرض باركنسون، مثل: تعبيرات الوجه والصلابة، والتوازن، وسرعة الحركة، والرعشة واهتزاز الجسم.
- الجزء الرابع: يسأل هذا الجزء عن الوقت الذي يشعر به المريض بالأعراض، وهل تظهر في وقتٍ معين من اليوم أم طوال اليوم؟ وهل تؤثر هذه الأعراض على حياة المريض وكيفية قضائه لوقته خلال اليوم أم لا؟
ما هي أسباب مرض باركنسون؟
يحتل مرض الشلل الرعاش أو باركنسون المرتبة الثانية بين أمراض الدماغ التنكسية المرتبطة بتقدم العُمر، وأشارت الكثير من الدراسات الطبية أن متوسط عُمر الإصابة به هو 60 عامًا.
تزداد نسب الإصابة به بين الرجال الأكبر سنًا مقارنةً بالنساء والرجال الأصغر سنًا.
لا يعرف الأطباء والباحثون السبب الحقيقي وراء الإصابة بمرض باركنسون، ولكنهم يعتقدون أنها يمكن أن تكون أسباب وراثية أو جينية أو نتيجة اختلال بروتين ألفا سينوكلين.
اختلال بروتين ألفا سينوكلين "Alpha-synuclein"
يوجد هذا البروتين بشكلٍ أساسي في أطراف الخلايا العصبية في هياكل متخصصة تعرف باسم "المحطات قبل الشبكية".
في بعض الأحيان، لا يستطيع الجسم تفكيك هذا البروتين أو استخدامه بشكلٍ صحيح، ما يؤدي إلى تراكمه في خلايا المخ، تسمى هذه التكتلات أو التراكمات بأجسام ليوي.
تسبب أجسام ليوي تلفًا في خلايا الدماغ، وبالتالي الإصابة بمرض باركنسون.
الأسباب الوراثية لمرض باركنسون
تصل نسبة الإصابة بمرض الشلل الرعاش الناتج عن الطفرات الجينية أو العوامل الوراثية إلى ما يقرب من 10 - 15 % من إجمالي مرضى الباركنسون.
الأسباب البيئية لمرض باركنسون
تؤدي بعض العوامل الخارجية إلى زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، وتشمل:
- الأدوية: تسبب بعض الأدوية آثارًا جانبية مشابهة لأعراض مرض باركنسون، لكن عادةً ما تختفي هذه الآثار بعد التوقف عن تناول هذه الأدوية. في بعض الحالات، تستمر الآثار الجانبية لأسابيع أو أشهر حتى بعد التوقف عن تناول الدواء.
- التهاب الدماغ: يمكن أن تؤدي التهابات الدماغ إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش، وذلك وفقًا لبعض الدراسات الطبية، لكن ما زالت هذه الدراسات بحاجة لمزيد من البحث.
- التعرض لبعض المواد أو المعادن السامة: يمكن أن يؤدي التعرض للمواد السامة إلى زيادة خطر الإصابة بمرض باركنسون، ومن أشهر هذه المواد: غبار المنجنيز، وأول أكسيد الكربون، وأبخرة اللحام، والمبيدات الحشرية.
- الإصابات الشديدة أو المتكررة في الدماغ: يمكن أن تزيد الإصابات الشديدة أو المتكررة في الرأس من خطر الإصابة بمرض باركنسون خاصةً تلك الناتجة عن الرياضات العنيفة، كالملاكمة والهوكي.
كيف يتم تشخيص مرض الشلل الرعاش؟
يعتمد تشخيص مرض باركنسون على فحص الأعراض الشائعة كالتصلب والاهتزاز وبطء الحركة وعدم التوازن، لكن سوف يطلب الطبيب أيضًا إجراء بعض الاختبارات المعملية والأشعة للتأكد من صحة التشخيص.
تشمل هذه الفحوصات ما يلي:
- اختبارات الدم.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT).
- الاختبارات الجينية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- مسح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
- اختبارات بروتين الألفا سينوكلين، ويمكن إجرائها من خلال:
- اختبار السائل الدماغي الشوكي: يبحث هذا الفحص عن بروتينات ألفا سينوكلين المشوهة في السائل الدماغي الشوكي، وهو السائل المحيط بالدماغ والشوكي. يجرى هذا الاختبار من خلال إدخال إبرة في القناة الشوكية الموجودة في العمود الفقري لجمع جزء من السائل الشوكي، وتعرف هذه العملية باسم "البزل النخاعي، أو البزل القطني".
- خزعة الجلد: يجمع أخصائي المعمل في هذا الاختبار عينة صغيرة من الجلد تحتوي على الأعصاب، أو الأنسجة العصبية السطحية. تُجمع هذه العينات من الظهر والساق، للبحث عن بروتينات ألفا سينوكلين المشوهة، والتي تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
هل يمكن علاج مرض باركنسون؟
لا يوجد علاج نهائي لمرض باركنسون، لكن تساعد بعض الأدوية والعلاجات الأخرى في تخفيف الأعراض.
أدوية مرض باركنسون
يمكن أن يصف الأطباء واحد من الأدوية التالية أو أكثر:
- ليفودوبا، والذي يزيد من مستويات الدوبامين في الدماغ.
- ناهضات الدوبامين، وهي أدوية لها تأثير مشابه لهرمون الدوبامين.
- حاصرات استقلاب الدوبامين، وهي أدوية تمنع الجسم من تكسير الدوبامين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم.
- مثبطات استقلاب ليفودوبا، يُعطى إلى جانب أدوية ليفودوبا، ويساعد على إبطاء عمليات التخلص من دواء الليفودوبا في الجسم.
العلاج الطبيعي لمرض باركنسون
يساعد العلاج الطبيعي على تخفيف الأعراض والألم، وتحسين أداء المشي والحركة وزيادة القدرة على التوازن، من خلال أداء بعض التمرينات الروتينية، وتعليم المريض كيفية التنقل بسهولة في المنزل سواء عن طريق استخدام المشايات أو الكراسي المتحركة.
العلاج الجراحي لمرض باركنسون
يعد التحفيز العميق للدماغ من أهم الجراحات المعروفة لتحسين أعراض مرض باركنسون وتخفيفها، وتجرى من خلال إدخال أو زرع أقطاب كهربائية صغيرة في منطقة معينة من الدماغ، ويستخدم تصوير الرنين المغناطيسي لتحديد موقع الأقطاب داخل الدماغ وتسجيل نشاط خلايا الدماغ في أثناء الجراحة.
ما هي ادوية مرض باركنسون؟
تعد الأدوية التي تحتوي على المادة الفعالة ليفودوبا أحد أهم العلاجات المستخدمة مع مرضى الباركنسون، إذ يتحول إلى دوبامين في الدماغ ما يزيد من تركيزه. له العديد من التركيزات ومن أشهر أسمائه التجارية ما يلي:
- ستاليفو 200/50/200 ملجم - Stalevo
- ستاليفو 50/12.5/200 مجم
- ستاليفو 150/37.5/200 مجم
- ستاليفو 100/25/200 مجم
في النهاية، نرجو أن نكون قدمنا لكم كل ما تودون معرفته عن مرض باركنسون، إذا لاحظتم أي عرض من الأعراض السابقة على نفسك أو أحد أقربائك، فتوجه فورًا إلى أخصائي المخ والأعصاب للمساعدة في التشخيص المبكر للحد من تفاقم المرض، ووضع خطة علاجية مناسبة تساعد على تخفيف الألم والعلامات المزعجة.
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل يوجد علاج نهائي لمرض باركنسون؟
هل يمكن التعايش مع مرض باركنسون؟
مشاركة المقال