قرحة الفراش

ما هي قرحة الفراش وعلاجها الصحيح؟

الأمراض الجلدية

تنتشر قرحة الفراش كثيراً عند المسنين ومرضى داء السكري ويعلم أغلب ذويهم أنها حالة قد تهدد حياتهم، يكثر حديث الأطباء عن ارتباط تقرحات الجلد بجودة الرعاية التي يتلقاها المريض، وينصحهم بإجراء كل خطوات الوقاية والتغذية الجيدة والعناية بالبشرة عندما يكون لديهم شخص طريح الفراش في منزلهم، ولكن هل هذا كافٍ؟ لماذا تتطور تقرحات الفراش عند كبار السن وما هي أهم سُبل العلاج والوقاية؟ هذا ما سنتعرف إليه في مقالنا اليوم.

ما هي قرحة الفراش؟

تحدث قرحة الفراش عند الأشخاص الذين تعرضوا لحالة تمنع قدرتهم على الحركة أو تغيير وضعيتهم بسهولة، ما يجعلهم مجبرين على الاستلقاء في الفراش أو البقاء على كرسي متحرك. 

تسمى تقرحات الجسم الحاصلة بقرح الضغط أو الاستلقاء وهي تبدأ على شكل جروح أو بثور صغيرة ومن ثم تتقرح طبقات الجلد ويشتد الأمر تدريجياً نتيجة استمرار انقطاع التروية الدموية عن منطقة معينة في الجسم عند الضغط المطوّل.

تتطور تقرحات الفراش في خلال ساعات أو أيام، خاصةً عند الأشخاص المصابين بمرض السكري ومشكلات الدورة الدموية أو سوء التغذية، وتلتئم معظمها إذا اكتشفت سريعاً وبدأ الطبيب العلاج الصحيح مبكراً.

تزداد تقرحات الجلد سوءاً إذا تُركت دون علاج، فقد يصل التقرح الحاصل للعظام والعضلات وتنتشر العدوى إلى الدم أو القلب وتصبح مهددة للحياة.

ما أسباب قرحة الفراش؟

تظهر قرحة الفراش نتيجة 3 عوامل أساسية، وهي:

  • الضغط على المنطقة وعدم وصول الدم بشكل كاف لهذا الجزء من الجسم؛ لأن الدم هو الحامل الأول للأوكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لبقاء النسج حية، ما يحتم تلف هذه الأنسجة وموتها عند انقطاعه.
  • الاحتكاك المتكرر عبر ملامسة الجلد بالملابس أو الفراش الذي يستلقي عليه المريض طوال الليل والنهار. يُلاحظ زيادة حدوث قرح الفراش بسبب هشاشة الجلد عند كبار السن أيضاً.
  • قطع الجلد، تفتح طبقات الجلد الخارجية في أثناء حركة السطحين في الاتجاه المعاكس لبعضهما البعض، فمثلاً عندما يكون سرير المريض مرتفعاً فينزلق المريض من عليه شيئاً فشيئاً دون ملاحظة الأهل أو الممرض له، ما يزيد الاحتكاك ويسبب قطع الجلد.

تنجم قرح الفراش عن الضغط والاحتكاك الكبير خلال فترة قصيرة أو الضغط والاحتكاك المنخفض على فترات طويلة، وكلتا الحالتين تؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية وتلف النسج في المنطقة. 

ما هي مراحل قرح الفراش بالصور؟

تبدأ قرح الفراش بالتطور إذا انقطعت التروية الدموية عن المنطقة لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات، وهذا ما يجعل الأمر في غاية الخطورة، فهي لا تتطلب الكثير من الوقت. 

نوضح لكم المراحل في الصورة أدناه من اليسار إلى اليمين، إذ يوجد أربع درجات لقرح الفراش وهي:

  • المرحلة الأولى: يتغير فيها لون الجلد حول المنطقة المصابة للون الأحمر أو الأزرق عند أصحاب البشرة الداكنة، كما يُلاحظ دفء المنطقة والشعور بالحكة أو الألم الخفيف في بعض الأحيان.
  • المرحلة الثانية: يبدأ ظهور التقرحات الجلدية تدريجياً، ويمكن ملاحظة انتشار البثور أو الجروح المفتوحة والمؤلمة المترافقة مع تغير لون الجلد حولها.
  • المرحلة الثالثة: تتطور الآفة أكثر فأكثر ليتحول شكل الجرح المفتوح الحاصل إلى مظهر فوهة بركان أو حفرة أعمق، نتيجة تلف الأنسجة تحت سطح الجلد.
  • المرحلة الرابعة: يتضرر الجلد والأنسجة من حوله بشكل كبير، وهي المرحلة الأكثر خطورة؛ لذا سنحدثكم عنها وعن أعراضها وعلاجها باستفاضة أكثر في السطور التالية.

قرح الفراش من الدرجة الرابعة

إن وصول قرح الفراش إلى الدرجة الرابعة يعني حدوث ضرر شديد للجلد والأنسجة، إذ أن نتيجة انقطاع وصول الدم الشديد للمنطقة، يتوسع الجرح وتتمدد القروح الحاصلة لتعبر كل طبقات الجلد، ويبدأ المريض برؤية  العضلات والعظام والأوتار بعينه المجردة من شدة الأمر.

تعد المرحلة الأكثر شدة وخطورة، إذ تستغرق القرح في هذه المرحلة وقتاً طويلاً لتُشفى، كما أنها تشكل خطراً على حياة المريض؛ نظراً لسهولة انتقال العدوى واحتمالية انتشارها في أماكن أخرى من الجسم وتسببها بضرر كبير.

أعراض قرح الفراش من الدرجة الرابعة

تتمثل أعراض هذه المرحلة في:

  • ظهور الجلد في المنطقة المصابة باللون الأسود.
  • خروج القيح.
  • الإصابة بالحمى.
  • تظهر رائحة غير مرغوبة عند الاقتراب من المريض.
  • الجرح مفتوح وحوافه حمراء ومتورمة.
  • دفء الجلد حول المنطقة.

علاج قرح الفراش من الدرجة الرابعة

تصل هذه التقرحات إلى مراحل متقدمة دون إدراك المريض للأمر في كثير من الآحيان؛ وذلك بسبب ضعف الأوعية الدموية ومنه عدم الإحساس الكاف بالألم في المنطقة المصابة أو بسبب إهمال العناية به وتغيير وضعيته؛ فلا يكتشف من يرعاه بوجود القرح إلا بعد تطورها. يتكرر حدوث ذلك بشكل شائع عند مرضى السكري,

يجب علاج قرحة الفراش العميقة بشكل مختلف عن السطحية؛ لأنها كما ذكرنا مصدراً للعدوى الشديدة وتطور حالة تسمم الدم، يكثر اللجوء لأدوية المضاد الحيوي الوريدية في هذه الحالات واللجوء للعمليات الجراحية للتخلص من النسج التالفة وترقيع الجلد. 

نشرح لكم بالتفصيل عن سُبل العلاج المتاح في السطور التالية.

ما هو علاج قرح الفراش؟

يعتمد العلاج على حجم القرحة ودرجتها والحالة الصحية للمريض، ومن ثم يحدد الطبيب السُبل الأنسب للعلاج والتي يكون منها ما يلي:

  • كريمات المضادات الحيوية، وهي كريمات تطبق موضعياً وتساعد على كبح العدوى وتخفيف التورم ومنع تطور الحالة الالتهابية.
  • أدوية المضاد الحيوي، يلجأ الطبيب لاستخدام أنواع محددة من المضادات الحيوية الفموية والوريدية؛ ليعالج التهاب الجلد والعظام والدم.
  • تخفيف الضغط المطبق على المنطقة المصابة، تساعد وسادات الفوم أو الأسرّة المصنعة خصيصاً لهؤلاء المرضى والمزودة بمضخة تدعم تدفق الهواء بشكل مستمر يضمن تهوية المنطقة بشكل جيد وتقليل الرطوبة والاحتكاك.
  • تحريك المريض باستمرار وتغيير وضعية جسمه بهدوء قدر المستطاع.
  • وضع الضمادات وتنظيف الجروح، تغسل الجروح المغلقة بالماء وبعض الصابون غير المعطر، أما القروح المفتوحة تُطهر بمحلول ملحي ويُغير الضماد.

يحوي الضماد الطبي مضاداً للميكروبات ما يؤمن الضماد الطبي حماية المنطقة ويسرع التئام الجروح المفتوحة. يمنع الحفاظ المستمر على نظافة الجرح انتقال العدوى إليه، وحدوث المضاعفات. تكون استشارة الطبيب ضرورية لتحديد نوع الضماد الأفضل.

يجب إكمال خطة العلاج عبر وضع نظام غذائي خاص، لتسريع الشفاء وتقليل حجم الجرح عبر تناول المزيد من البروتين أو اللجوء للمكملات الخاصة.

يساعد أخصائي التغذية العلاجية المريض على زيادة تناول العناصر الغذائية الأساسية وينصحه بشرب الكثير من الماء للحفاظ على ترطيب وصحة الجلد والأنسجة. 

ما هو أفضل علاج لقرح الفراش؟

يمكن علاج تقرحات الجلد عبر إزالة الأنسجة الميتة جراحياً، يعقم الطبيب الأدوات ويزيل كل الأنسجة التالفة ومن ثم يعقم المنطقة ويضمدها، يدعم ذلك التئام القروح بشكل كبير. 

قد يُجري الطبيب إجراء جراحياً كاملاً يتخلص فيه من جميع النسج الميتة وينظف الجروح ويغلق الحواف والمنطقة قدر المستطاع باستخدام نسيج مأخوذ من جلد سليم في الفخذ على سبيل المثال عبر عملية تسمى بترقيع الجلد (skin grafts).

الجدير بالذكر أن القيام بمثل هذا الإجراء في المنزل عبر استخدام المقص أو ما شابه قد ينقل العدوى ويلوث القرحة ويزيد الوضع سوءاً.

كيف يمكن الوقاية من تقرحات الجسم؟

 يقدم الأطباء عادة طرق وقائية تدعم صحة الجلد وتحمي المرضى من تقرحات الجلد قدر الإمكان، ويكون منها:

  • تغيير وضع المريض على السرير كل ساعتين على الأقل.
  • تغيير وضعية الجلوس على الكرسي المتحرك كل 15 دقيقة كما يمكن استخدام وسادة تهوية.
  • فحص الجلد بانتظام بحثًا عن أي علامات تقرح أو بثور أو جروح.
  • ارتداء ملابس فضفاضة والحرص ألا تكون متجمعة تحت الجسم أو متكتلة أثناء الجلوس.
  • اتباع تعليمات المعالج الفيزيائي وتحريك الجسم بالحركات التي ينصح بها.
  • الالتزام بنظام غذائي صحي ومليء بالبروتين والسوائل لترطيب الجسم وحماية الجلد والأنسجة.

قد تستغرق قرحة الفراش عدة أسابيع أو أشهر للتعافي الكامل، والعلاج ليس سهلاً خاصة وإن كان المريض لا يشعر بالألم نتيجة ضعف الأوعية الحاصل لديه من مرض السكري المزمن أو أي أمراض أخرى، لذا يجب أن يُفحص جسم المصاب يومياً وتطبق كل سُبل الوقاية المذكورة في مقالنا اليوم؛ لحمايته من آثار تقرحات الجلد ومضاعفاته التي تصل لمراحل تهدد حياته. 

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية  لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.

الأسئلة الشائعة

  • هل يمكن الشفاء من قرح الفراش؟

  • متى تكون قرحة الفراش خطيرة؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

الاسم الأول*
last-name
phone-number
email-address