يعتقد بعض الأشخاص أن فشل عضلة القلب يعني توقفه عن العمل تمامًا، ولكن التفسير العلمي لهذه الحالة يختلف عن ذلك، إذ أنها حالة طبية خطيرة تؤثر على عدد كبير من الأشخاص حول العالم، وتُحدِث ضغطاً إضافي على القلب، تجعله يعمل بجهد أكبر لضخ الدم وتلبية احتياجات الجسم، ومع مرور الوقت، يمكن أن يتسبب ذلك في تراكم السوائل في أجزاء مختلفة من الجسم وظهور أعراض ومضاعفات خطيرة، ولأن أمراض القلب تُمثل السبب الرئيسي للوفاة بين السكان السعوديين، وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، دعنا نكمل حديثنا بشكل أكثر تفصيلاً عن أعراض وأسباب هذا المرض وكيف يمكن تجنبه؟ وهل يشفى مريض عضلة القلب ؟

ما معنى فشل عضلة القلب؟

هو حالة تتمثل في عدم قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة. هو لم يتوقف عن العمل، بل أصبح الدم يعبر من وإلى القلب والجسم بمعدل أبطأ، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم والأكسجين في جميع أنحاء الجسم.

قد تستجيب غرف القلب عن طريق التمدد أو التصلب أو أن تصبح أكثر سماكة؛ لتعبئة المزيد من الدم ومن ثم ضخه إلى الجسم، وعلى الرغم من أن هذا قد يساعد في الحفاظ على حركة الدم لفترة، ولكن جدران عضلة القلب قد تضعف في النهاية وتصبح غير قادرة على ضخ الدم بالكفاءة الكافية.

لوحظ استجابة الكلى لهذه الحالة عن طريق جعل الجسم يحتفظ بالسوائل والأملاح، فتتراكم في الأطراف أو الرئتين أو الكبد أو الجهاز الهضمي، حتى يصبح الجسم محتقنًا. سمّيت هذه المرحلة بقصور القلب الاحتقاني لوصف الحالة.

نتيجة لكل ما ذُكر تظهر أعراض، مثل ضيق التنفس والتعب والتورم، ما يجعل فشل القلب السبب الرئيسي لدخول الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا إلى المستشفى.

أعراض فشل عضلة القلب

تختلف أعراض فشل القلب من شخص لآخر، وذلك نظراً لكفاءة القلب ومدى قدرته على تعويض الدم والأكسجين لبقية الجسم، لذلك قد لا يعاني بعض الأشخاص من أي أعراض، في حين قد يعاني آخرون من أعراض حادة تعيق الأنشطة اليومية.

سواءً بدأت الأعراض فجأة أو تطورت تدريجياً، فهي عادة ما تشمل واحداً أو أكثر مما يلي:

● ضيق التنفس، خاصةً في أثناء ممارسة النشاط البدني أو عند الاستلقاء، ولكن في الحالات الشديدة، قد يشعر المريض بضيق وصعوبة في التنفس حتى في أثناء الراحة.

● التعب والضعف، وهما أعراض شائعة جداً، حتى بعد الحصول على قدر كافٍ من الراحة.

● التورم وتشكُّل الوذمة، ويحدث عند تجمع السوائل في الساقين والكاحلين والقدمين، ويمكن أيضًا أن يتورم وينتفخ البطن.

● تسرع أو عدم انتظام ضربات القلب، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالخفقان والدوار.

● السعال وقد يكون مصحوباً بمخاط أبيض أو وردي مع بقع من الدم، وغالباً ما يزداد ذلك في الليل أو عند الاستلقاء.

● سماع صوت الصفير من الصدر.

● انخفاض القدرة على ممارسة التمارين الرياضية.

● زيادة الوزن أو تغيره بسرعة كبيرة نتيجة تراكم السوائل.

قد تشمل أعراض فشل القلب أيضاً الارتباك، وصعوبة في التركيز أو قلة اليقظة، بالإضافة إلى الغثيان وفقدان الشهية.

يجب مراجعة الطبيب وطلب المساعدة الطبية الطارئة إذا كان لديك أي مما يلي:

1. ألم في الصدر.

2. الإغماء.

3. الضعف الشديد.

4. سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها مترافقة مع ضيق في التنفس أو أحد الأعراض السابقة.

5. ضيق مفاجئ وشديد في التنفس والسعال مع مخاط أبيض أو وردي ورغوي.

أسباب فشل عضلة القلب

تتعدد الأسباب المحتملة التي تُلحق الضرر بعضلة القلب، وتشمل أكثرها شيوعاً ما يلي:

● أمراض الشرايين التاجية: وهي تتطور عندما تضيق أو تسد الأوعية الدموية التي توفر الدم والأكسجين للقلب وقد يؤدي ذلك إلى حدوث نوبة قلبية أو ذبحة صدرية مزمنة، مما يضر بعضلة القلب ويؤدي إلى فشل القلب.

● ارتفاع ضغط الدم: قد يتسبب ارتفاع الضغط غير المنضبط في إجهاد القلب وضعف الشرايين وصولاً في نهاية المطاف إلى فشل عضلة القلب.

● التهاب عضلة القلب: قد يجعل القلب يتضخم أو يصبح سميكًا ولا يعمل بكفاءة، يحدث ذلك بشكل شائع بسبب إصابة فيروسية، بما في ذلك فيروس كورونا، ويمكن أن يتطور إلى فشل القلب.

● أمراض صمامات القلب: تحدث عندما يتضرر أحد الصمامات التي تنظم تدفق الدم في القلب، ومن ثم يتأثر القلب ويُجهد، مما يتطور لفشل قلبي.

● عدم انتظام ضربات القلب، يُحدث ذلك طلب عمل إضافي من القلب واجهاده.

قد تساهم بعض الأمراض طويلة الأمد في الإصابة بفشل القلب المزمن، ومن الأمثلة على ذلك:

● مرض السكري.

● عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.

● فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها.

● أمراض الكلى.

علاج فشل عضلة القلب

لا يوجد علاج لفشل القلب بشكل تام، إلا أن الالتزام بتعليمات الطبيب والأدوية والعلاجات الموصوفة يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدم المرض وتحسين جودة الحياة.

تشمل خيارات علاج فشل عضلة القلب:

● تغييرات في نمط الحياة: وتشمل هذه التغييرات اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كمية قليلة من الأملاح والدهون المشبعة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

يجب استشارة الطبيب المختص قبل ممارسة أي نشاط أو تغيير النمط الغذائي، إذ هو أجدر من يحدد ما يلائم حالتك بناء على شدتها.

● الأدوية: قد تساعد الأدوية في التحكم في أعراض الفشل القلبي وتقليل مضاعفات المرض، وتشمل الأدوية الشائعة المستخدمة لعلاج القصور القلبي:

● مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors).

● مثبطات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs).

● حاصرات بيتا (Beta Blockers).

● مدرات البول.

● الديجوكسين.

● مضادات الألدوستيرون.

في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لإجراءات طبية لعلاج فشل عضلة القلب، وتشمل هذه الإجراءات:

● جراحة تاجية لزراعة الشرايين التاجية.

● جراحة إصلاح أو استبدال صمام القلب.

● زراعة أجهزة طبية، مثل: جهاز تنظيم نبضات القلب.

● زراعة قلب لعلاج فشل القلب المتقدم والمهدد للحياة.

كما يجب إجراء الفحوصات المنتظمة مع مقدم الرعاية الصحية؛ لمراقبة وظائف القلب، وتعديل الأدوية، وإدارة أي حالات صحية أخرى قد تسهم في إحداث المضاعفات، سواء مرض كلوي أو ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط وغيرها، لأن بالتأكيد لكل حالة أدوية ورحلة علاجية مختلفة.

دكتور نبيل إسماعيل

أحصل على استشارة متميزة مع الدكتور نبيل إسماعيل، استشاري القلب والقسطرة القلبية التداخلية، الذي يتمتع بالخبرة والتخصص العالي في أمراض القلب.

حاز الدكتور إسماعيل على البورد الأمريكي في الطب الباطني وأمراض القلب والقسطرة التداخلية، وحصل أيضًا على الزمالة الأمريكية في القسطرة التداخلية والزمالة الكندية في أمراض القلب.

يتمتع الدكتور إسماعيل بخبرة واسعة في علاج أمراض صمامات القلب وأمراض الشرايين التاجية وفشل عضلة القلب.

ختاماً، إن فشل عضلة القلب هو حالة طبية خطيرة تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ولها أسباب متعددة، بما في ذلك أمراض الشرايين التاجية وارتفاع ضغط الدم والتهاب عضلة القلب، ولأن أعراضها تختلف من شخص لآخر وقد تضم أعراض عامة، منها ضيق التنفس والتعب والتورم، وتختلط مع أمراض أخرى أقل خطورة، نؤكد لكم على أهمية الاستشارة الطبية عند الشعور بأعراض غير مألوفة أو مفاجئة.

احجز موعد الآن للاستفادة من الخبرة والاهتمام الفائق المقدمين من قبل الدكتور إسماعيل في تقديم الرعاية الشخصية والتشخيص الدقيق لحالتك في مستشفيات أندلسية.

فشل عضلة القلب | هل توقف القلب عن العمل؟