علاج التأتأة

كيف يمكن علاج التأتأة عند الأطفال والكبار؟

صحة الطفل

يمر الطفل خلال أعوامه الأولى بمراحل متعددة من التطور اللغوي، ومن الضروري أن يقوم الوالدين بملاحظة الطفل حتى يتمكنوا من اكتشاف وجود اضطرابات في النطق والكلام، وتعد التأتأة أحد أبرز اضطرابات الكلام الشائعة بين الأطفال، والتي ربما تزيد من مخاوف الآباء وتثير قلقهم، فما هو علاج التأتأة عند الأطفال والكبار؟  تابع القراءة لتتعرف على كل ما يخص التعلثم عند الأطفال.

ما هي التأتأة؟

التأتأة - أو ما يُسمى أيضًا بالتلعثم - هي اضطراب في الكلام يبدأ في سن مبكرة من الطفولة، وتشمل مشكلات عدة في الطلاقة وتدفق الكلام بشكل سلس. يعرف الأشخاص الذين يعانون من مشكلات التلعثم ما الذي يريدون قوله بالضبط ولكن الصعوبة تكمن في نطقه لا أكثر، ومن أمثلة ما يواجهونه من صعوبات ما يلي:

  • تكرار أو إطالة كلمة معينة أو مقطع لفظي أو حرف ما.
  • الصمت أثناء الكلام لأنهم وصلوا إلى كلمة أو حرف به مشكلة في النطق لديهم.
  • عدم التوازن في معدل الكلام.

 يعد التلعثم شائعًا بين الأطفال الصغار كمرحلة طبيعية في رحلتهم لتعلم الكلام. قد يتلعثم الأطفال الصغار إلى أن تتطور قدراتهم اللغوية والكلامية بما يكفي للتعبيرعن ما يريدون قوله وعادةً ما  يتغلب معظم الأطفال على هذا التلعثم في مرحلة ما من نموهم. ولكن، في بعض الأحيان، يكون التلعثم حالة مزمنة تستمر حتى مرحلة البلوغ، ويصبح اضطرابًا يؤثر على احترام الذات والتفاعل مع الآخرين.

ما هي أنواع التأتأة "التلعثم في الكلام"؟

تنقسم التأتأة/التلعثم في الكلام إلى ثلاثة أنواع:

  • التلعثم التطوري: وهو النوع الأكثر شيوعًا بين الأطفال التي تقل أعمارها عن خمس سنوات. يُصيب الذكور أكثر من الإناث وعادةً ما يظهر في وقت تنمية مهاراتهم اللغوية وقدراتهم على التحدث. يُحل هذا النوع بدون الحاجة لعلاج.
  • التلعثم العصبي: يحدث هذا النوع بسبب مشكلات في الإشارات بين المخ والأعصاب أو العضلات المسؤولة عن التحدث بطلاقة.
  • التلعثم النفسي: يحدث هذا النوع نتيجة مشكلة في جزء المخ المسئول عن التفكير والاستدلال.

ما هي أسباب التأتأة عند الكبار والأطفال؟

يواصل الباحثون دراسة الأسباب الكامنة وراء التلعثم ولم يصلوا لسبب معين حتى الآن، ولكن يمكن القول أن هناك عدة عوامل تساهم في تطوره عند الأطفال والكبار.

أسباب التأتأة عند الأطفال 

يمكن أن تحدث التأتأة عند الأطفال للأسباب الآتية:

  • وجود خطأ أو تأخير في الإشارة التي يرسلها مخ الطفل إلى عضلات فمه عندما يحتاج إلى التحدث. هذا الخطأ أو التأخير يؤدي إلى مواجهته صعوبة في تنسيق عضلات فمه عندما يتحدث، ما يؤدي إلى التلعثم.
  • الوراثة ضمن العائلات: هذا يعني أن التلعثم قد يحدث بسبب جينات تنتقل إلى الأطفال من أحد الوالدين أو كليهما. يكون الطفل أكثر عرضة للتلعثم إذا تلعثم أفراد أسرته ولكن هذا لا يعني أن الطفل الذي لديه تاريخ عائلي من التلعثم سيتلعثم بالتأكيد.

لا ينتج التلعثم عند الأطفال عن القلق أو التوتر ولكن التلعثم يمكن أن يسبب التوتر والقلق خاصةً للمراهقين. لا يمكن أن يلتقط الطفل التلعثم من شخص آخر؛ لذا كن مطمئنًا على أولادك.

أسباب التأتأة عند الكبار

يمكن أن تكون نفس الأسباب السابق ذكرها عند الأطفال أسبابًا أيضًا للتلعثم عن الكبار غير أنه توجد أسباب أخرى وراء التلعثم عند الكبار مثل:

  • إصابات الدماغ: يمكن أن تسبب إصابات المخ مثل السكتة الدماغية التلعثم العصبي.
  • الاضطراب العاطفي: كما أنه من الطبيعي أن يعاني الأشخاص الذين لا يتلعثمون من عدم طلاقة الكلام في أوقات التوتر والضغط، فكذلك تؤدي هذه المواقف إلى زيادة حدة التلعثم لدى الأشخاص الذين يتلعثمون.
  • الضغط العصبى: يمكن أن يؤدي الإجهاد النفسي الناتج عن المرور بأزمة نفسية أو أنواع الضغط الأخرى سببًا في تفاقم التلعثم.

تعرف على أعراض الاكتئاب وعلاجه.

ما هي أعراض التأتأة؟

توجد أعراض عدة تحدث في حال إصابة الفرد بالتأتأة مثل الآتي: 

  • تكرار الكلمات أو الأصوات أو المقاطع والاضطرابات في المعدل الطبيعي للكلام. على سبيل المثال قد يكرر الشخص نفس الحرف الساكن، مثل "ك" أو "ج" أو "ت" أو قد يجد صعوبة في نطق أصوات معينة أو بدء جملة.
  • تداخل الأصوات أو الكلمات الزائدة وتكرارها في وسط الجمل، مثل "أه" أو "أم".
  • توتر في الصوت.
  • إعادة الكلام من أوله، عند كل تلعثم.

يسبب التلعثم إجهاد للشخص، وقد يظهر ذلك في الأعراض التالية:

  • التشنجات اللاإرادية بالوجه ورعشة الشفاه، وطرف العين المفرط، والتوتر في الوجه والجزء العلوي من الجسم.
  • الإحباط عند محاولة التواصل.
  • التردد أو التوقف قبل البدء في الكلام.
  • رفض الكلام و الميل للانعزال.

يمكن أن تزيد البيئة التي تحتوي على قدر عالي من الضغط من احتمالية تلعثم الشخص، كذلك  يمكن أن يكون التحدث أمام الجمهور تحديًا لأولئك الذين يتلعثمون.

كيف يمكن علاج التأتأة؟

عادةً ما يلجأ من يعاني من التلعثم إلى تقييم شامل من قبل أخصائي أمراض النطق واللغة، والذي يساعد في اتخاذ قرار بشأن أفضل نهج علاجي. تتوفر عدة طرق مختلفة لعلاج الأطفال والبالغين الذين يتلعثمون؛ نظرًا لاختلاف المشكلات والاحتياجات الفردية، قد لا تكون الطريقة الفعالة لشخص ما بنفس الكفاءة بالنسبة لشخص آخر.

يوجد احتمال ألا تزيل طرق العلاج المختلفة جميع حالات التلعثم، ولكن يمكنها أن تساعد في  تعليم المهارات التي تحفز:

  • تحسين الطلاقة في التحدث.
  • تطوير التواصل الفعال.
  • المشاركة الكاملة في الأنشطة الاجتماعية.

وفيما يلي بعض الطرق العلاجية الفعالة التي تُستعمل لكلٍ من الأطفال و الكبار:

  • علاج النطق: يساعد علاج النطق في تعلًُم إبطاء حديثك وملاحظة نفسك عندما تتلعثم. قد تتحدث ببطء شديد وبشكل متعمد عند بدء علاج النطق، ولكن بمرور الوقت، يمكنك الوصول إلى نمط حديث أكثر طبيعية.
  • الأجهزة الإلكترونية: تساعد ردود الفعل السمعية المتأخرة في إبطاء كلامك وهذا يحسن من طلاقتك مع الوقت. توفر بعض الأجهزة سماعك لحديث بسرعة بطيئة تمكنك من إبطاء سرعتك، وبالتالي تساعدك على التغلب على التلعثم. يتم ارتداء هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة أثناء الأنشطة اليومية. من المتوقع أن يساعدك اختصاصي أمراض النطق واللغة في الحصول على إرشادات بشأن اختيار الجهاز المناسب لك.

ما هي طرق علاج التأتأة عند الأطفال؟

بالإضافة للطرق السابقة يوجد طريقة أخرى تساعد الأطفال في تخطي التلعثم وهي: التفاعل بين الوالدين والطفل. تعد مشاركة الوالدين في المنزل جزءًا أساسيًا لمساعدة الطفل على التعامل مع التلعثم، خاصةً مع اتباع بعض الأساليب منها:

  • استمع باهتمام لطفلك وحافظ على التواصل معه بالعين عندما يتحدث.
  • انتظر حتى يقول طفلك الكلمة التي يحاول التعبير عنها، ولا تقفز لإكمال الجملة.
  • خصص وقتًا يمكنك فيه التحدث إلى طفلك دون تشتيت الانتباه. يمكن أن تخصص أوقات الوجبات كفرصة جيدة للمحادثة.
  • تحدث ببطء وبطريقة غير متعجلة. إذا كنت تتحدث بهذه الطريقة، فغالبًا ما يفعل طفلك الشيء نفسه، ما قد يساعد على تقليل التلعثم.
  • تناوب الأدوار في الحديث. شجع كل فرد في عائلتك على أن يكون مستمعًا جيدًا وأن يتناوب مع الآخرين على التحدث.
  • اسع إلى الهدوء. ابذل قصارى جهدك لتوفير جو مريح وهادئ في المنزل سيساعد ذلك طفلك على الشعور بالراحة والتحدث بحرية.
  • لا تركز على تلعثم طفلك، لا تتوقف عند تلعثمه أثناء التفاعلات اليومية، ولا تعرضه لمواقف تخلق لديه إحساسًا بالإلحاح أو الضغط أو التي تتطلب التحدث أمام الآخرين.
  • قدم المديح بدلاً من النقد. من الأفضل مدح طفلك على تحدثه بوضوح بدلاً من لفت الانتباه إلى التلعثم. إذا صححت كلام طفلك، افعل ذلك بطريقة لطيفة وإيجابية.
  • اقبل طفلك كما هو. لا تتفاعل معه بشكل سلبي أو تنتقده أو تعاقبه على التلعثم، هذا يمكن أن يزيد من شعوره بعدم الأمان، بينما يمكن أن يُحدث الدعم والتشجيع فرقًا كبيرًا.

اقرأ أيضا: ما هي أعراض التوحد عند الأطفال؟

ما هي طرق علاج التأتأة عند الكبار؟

بالإضافة للطرق السابقة  يوجد طريقتين تساعد الكبار في التغلب على التلعثم وهما: العلاج المعرفي السلوكي، ومجموعات الدعم.

العلاج المعرفي السلوكي:

يمكن أن يساعدك هذا النوع من العلاج النفسي على تعلم كيفية التعرف على طرق التفكير التي قد تجعل التلعثم أسوأ لديك وكيف يمكن تغييرها. يمكن أن يساعدك أيضًا في حل مشاكل القلق والتوتر أو فقدان احترام الذات المتعلقة بالتلعثم.
يتضمن العلاج المعرفي السلوكي العمل على عدة نقاط منها:

  • التواصل المباشر.
  • تثقيف المريض حول التلعثم.
  • تعلم تمارين لإطالة طول الأصوات.
  • تعلم تقنيات الاسترخاء، بما في ذلك التنفس العميق.
  • التعرف على منظور جديد للمشكلات.
  • المساعدة على تبني موقف إيجابي.
  • تحدي وحل الأفكار السلبية وغير المفيدة.

نرشح لك دكتورة رانيا الباز والتي تعد أفضل دكتور نفسي في جدة يمكنك الحجز من هنـــــــــــــــــــــــــــا

مجموعات الدعم:

عندما يبدو العالم صعبًا، لا شيء يساعدك أكثر من التواصل مع أشخاص يمرون بشيء مشابه. تلعب مجموعات الدعم على عدة نقاط هامة وهي:

  • توفير منطقة آمنة لتبادل الخبرات الحياتية والمخاوف والتوقعات والأحلام.
  • زيادة الثقة والأمل من خلال المشاركة في اجتماعات المجموعة، أو مجرد مراقبة رحلة الآخرين من خلال التلعثم.
  • تقليل الخوف والتوتر والقلق من خلال  المشاركة مع الأفراد ذوي التفكير المماثل.
  • توفير الفرصة للتواصل مع أناس دون خوف من التعرض للحكم أو التنمر.

ماهي الأدوية التي تساعد في علاج التأتأة؟

يمكن أن يلجأ الأطباء في بعض الأحيان إلى وصف الأدوية التي تساعد في علاج التأتأة، ومنها:

  • زانكس Xanax.
  • أنافرانيل Anafranil.
  • سيتالوبرام Citalopram.

ختامًا، وبعد معرفة طرق علاج التأتأة للكبار والصغار، صحتك أنت وعائلتك تهمنا، لذا تسعى أندلسية أن توفر الرعاية الصحية المناسبة لك وتبذل كل ما في وسعها لتوفير المعلومة الطبية الموثوقة التي تساعدك في مواجهة أي حالة صحية يمكن أن تطرأ عليك.

نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.

الأسئلة الشائعة

  • هل التلعثم في الكلام مرض نفسي؟

  • متى تكون التأتأة خطيرة؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

التليفون

البريد الإلكتروني

الموقع

الاسم الأول*
last-name
phone-number
email-address