ما هو التهاب التامور وما هي أنواعه وطرق علاجه؟
اجتاح فيروس كورونا المستجد العالم منذ عام 2019، وحمل معه أعراض وآثار سُميت بمضاعفات ما بعد الإصابة، شملت الأمراض القلبية والجلطات الوريدية التي بدأت تصيب المراهقين والبالغين وكبار السن دون تفرقة بينهم، ومن ضمن هذه المضاعفات التهاب التامور، وهو أحد الأمراض التي طالت الشباب بشكل كبير مُحدثًا لهم أعراض قلبية وضعف عام في الجسم، وكأنهم تخلصوا من فيروس كورونا لِيترك لهم آثره قبل أن يرحل عن أجسامهم. هل يُشفى التهاب التامور؟ وما هي أعراضه؟ هذا ما سنتعرف إليه ضمن مقالنا اليوم.
ما هو التهاب التامور؟
التهاب التامور هو حالة تصيب الأنسجة الرقيقة المحيطة بالقلب ويجعلها تتورم وتلتهب، ويسبب ذلك ألماً حاداً في الصدر نتيجة لاحتكاك هذه الطبقات المتهيجة من غشاء القلب ببعضها البعض.
تحدث 90% من حالات التهاب التامور عادةً بعد إصابة الأشخاص بالعدوى الفيروسية، والتي قد تكون أمراض الجهاز التنفسي أو الهضمي وغيرها، ولكن الأسباب الرئيسية لحدوثه ما زالت غير مؤكدة.
يشرح ذلك انتشار التهاب التامور ما بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
قد يتطور التهاب التامور المزمن ويتكرر بسبب الاضطرابات المناعية الذاتية، مثل: الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الروماتويدي أيضاً، فالإصابة الفيروسية ليست المتهم الوحيد.
نذكر لك الأسباب المحتملة لحدوث التهاب التامور في الفقرات التالية، فواصل القراءة.
ما هو التامور؟
التامور أو غشاء القلب هو غشاء رقيق يحيط بالسطح الخارجي للقلب، ويشبه الكيس المملوء بالسوائل ويتكون من طبقتين من الأنسجة الرقيقة.
يعمل غشاء التامور على حماية القلب من العدوى ووصول الأمراض إليه كما يدعم بقاؤه وهيكلته ضمن جدار الصدر ويساعده على القيام بعمله.
ما هي أنواع التهاب التامور؟
تشمل هذه الحالة الالتهابية عدة أنواع، نذكر لكم أكثرها حدوثاً، وهي:
- التهاب التامور الحاد (Acute pericarditis): وهو حالة مفاجئة وشديدة تستمر لمدة ثلاثة أسابيع، وقد يختلط التشخيص بينه وبين النوبة القلبية بسبب شدة الهجمة الأولية لكليهما.
- التهاب التامور المتكرر (Recurrent pericarditis): يقال عنه متكرراً إذا ظهر للمرة الثانية بعد الشفاء التام وزوال الأعراض على الأقل لمدة أربعة أسابيع.
- التهاب التامور المستمر (Incessant pericarditis): إنه النوع الذي تستمر فيه الأعراض مع المريض لمدة لا تزيد عن 3 أشهر.
نذكر لكم أخطر الأنواع، وهو ما يُسمى التهاب التامور المزمن الانقباضي (Chronic constrictive pericarditis)، وهو حالة سماكة أو تصلب تصيب غشاء القلب نتيجة استمرار الحالة الالتهابية؛ ما يقلل من استطاعة القلب على التوسع والتمدد وضخ الدم إلى باقي أنحاء الجسم.
يترافق النوع الأخير من التهاب التامور مع ظهور الوذمات في البطن والرئتين والأطراف، وغالباً ما تظهر أعراض خطيرة تشمل ضيق التنفس وتسرع ضربات القلب ما يجعلها حالة مهددة للحياة.
ما هي أعراض التهاب التامور؟
تختلف أعراض التهاب التامور ما بين إن كان حاداً أم مزمناً، لكن الألم في الصدر هو العرض الأساسي الذي يرافق كلتا الحالتين ويصفه عادة المرضى بأنه ألم ضاغط وعاصر في الصدر ويشبه طعنات السكين.
يزداد الألم سوءًا عند السعال، أو البلع أو حتى التنفس بعمق، ومن المرجح أن تشتد حالة المريض مع الاستلقاء، ويشعر عادة بالتحسن عند الجلوس والانحناء إلى الأمام.
يمتد الألم للرقبة والكتف أو الذراع الأيسر، وتتمثل الأعراض الأخرى ما يلي:
- تعب جسدي عام.
- ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
- غثيان.
- سعال، غالباً ما يكون جافاً دون مفرزات.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ضيق في التنفس.
قد تشمل الأعراض أيضاً تورماً في الأطراف وفي حالات معينة يصل هذا الورم للبطن، إن حدوث ذلك يعد مؤشراً على خطورة الحالة وقد يكون علامة مبكرة على حدوث جلطة قلبية، وإن ترافقت مع ضيق التنفس أو صعوبته، فذلك يؤكد مؤشر الخطورة، لذا إن شعر المريض بذلك عليه مراجعة طبيب الأمراض القلبية مباشرةً؛ خوفاً من تأثير هذا الالتهاب على عمل القلب وكفاءة ضخ الدم إلى باقي الجسم.
ما هي أسباب التهاب التامور؟
على الرغم من ذكرنا أن العدوى الفيروسية هي أشهر أسباب الإصابة بالتهاب التامور، إلا أن هناك حالات دُرست كانت لأسباب أخرى، مثل:
- العدوى، سواءً البكتيرية، مثل: السل أو الإصابات الطفيلية أو الفطرية.
- أمراض المناعة الذاتية.
- إصابات الصدر.
- العلاج الإشعاعي.
- بعض الأمراض الوراثية، مثل: حمى البحر المتوسط.
- بعض السرطانات.
- أمراض أخرى، مثل: الفشل الكلوي.
كما أن التهاب عضلة القلب الذي قد يحدث بعد عمل جراحي قلبي أو نوبة قلبية قد يكون بداية الطريق لتطور التهاب التامور.
ما هي طرق علاج التهاب التامور؟
قد يزول التهاب التامور في كثير من الأحيان دون علاج، ولكن يجب أن تُعالج الحالات الأكثر شدة عبر الأدوية وفي الحالات النادرة الجراحة.
تختلف طرق العلاج بناءً على شدة الحالة المرضية وسبب حدوثها إن عُرف، وتتمثل الطرق المتبعة للعلاج في:
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل: الأسبيرين Aspirin والإيبوبروفين Ibuprofen، يلجأ الطبيب لهذه الأدوية في الحالات الحادة من التهاب التامور ويجب الاستمرار على الجرعة المناسبة لفترة زمنية تتراوح بين أسبوعين لأربعة أسابيع حتى وإن زالت الأعراض.
الكولشيسين Colchicine، هو خط علاجي أول للحالة الحادة أيضاً، وعادة ما يستخدم لمدة 3 أشهر على الأقل وذلك بهدف التقليل من خطر تكرار الإصابة بالتهاب التامور مجدداً، ويستخدم بالتزامن مع مضادات الالتهاب غير الستروئيدية.
الستروئيدات القشرية أو الكورتيزون، يُلجأ لهذه المجوعة الدوائية بجرعات منخفضة في حال لم تتحسن الأعراض مع مضادات الالتهاب الأخرى، أو إذا تكرر المرض أو انتكس عدة مرات، نذكر أهمهم وهو البريدنيزون Prednisone.
المضادات الحيوية يُلجأ لهذه الأدوية إذا كان التهاب التامور سببه بكتيرياً.
المضادات الفطرية، إذ شُخص كحالة التهاب تامور فطري.
قد تشمل خطة العلاج المدرات أيضاً؛ وتهدف هذه المجموعة إلى التخلص من السوائل الزائدة في الجسم بما فيها غشاء أو كيس التامور، وتضم أيضاً أدوية أخرى لعلاج عدم انتظام ضربات القلب، وأهمها حاصرات بيتا Beta Blockers.
هناك حالات شديدة من التهاب التامور قد تستلزم التدخل الجراحي عبر إجراء بزل التامور؛ الذي يهدف إلى إزالة السوائل الزائدة وتصريفها من تجويف هذا الغشاء، أما عن الحالات الشديدة قد يحتاج الطبيب إلى استئصال التامور في حالات مثل: التهاب التامور الانقباضي الذي سنناقشه في مقالات أخرى.
كما تشمل أهم تعليمات الطبيب الراحة التامة بعد الإصابة وعدم إجراء أي أنشطة بدنية مُجهدة.
هل يُشفى التهاب التامور؟
تُشفى حالة التهاب التامور وتختفي في أغلب الحالات بعد ثلاثة أشهر كحد أقصى، ولكن على الرغم من الشفاء قد تأتي هجمات الألم مجدداً حتى بعد مرور سنوات، يكون ذلك عادةً نتيجة وجود تراكم للسائل الإضافي بين طبقات التامور، يطلق على هذه الحالة "الانصباب التاموري".
يساعد التشخيص المبكر لالتهاب التامور وعلاجه بشكل صحيح في تقليل احتمالية حدوث المضاعفات طويلة الأمد.
هل التهاب غشاء القلب خطير؟
يشكل التهاب التامور إزعاجاً للمريض ولكنه في أغلب الحالات ليس حالة مهددة للحياة ويتعافى منه الناس في غضون أسابيع أو أشهر قليلة كحد أقصى.
ما هو أفضل دواء لالتهاب التامور؟
سيصف الطبيب مضادات للالتهاب مثل:
- أدفيل- Advil.
- بروفين- Brufen.
- الكولشيسين- Colchicine.
يُشكِّل التهاب التامور واحدًا من أكثر المضاعفات التي تلت جائحة كورونا كما ذكرنا، إذ تركت هذه الإصابة الفيروسية وراءها الكثير، وختاماً نذكركم أنه حالة التهابية تصيب غشاء القلب ولكنها ليست كالأمراض القلبية الخطيرة والمهددة الحياة بل إن أسوأ ما يتعلق بهذا الالتهاب هو احتمالية انتكاسه وتكرار الأعراض حتى بعد عدة سنوات والشفاء التام. ننصحك بأن لا تهمل الأدوية التي وصفها لك الطبيب واتبع النصائح الوقائية وتابع حالتك مع الطبيب حتى تستقر؛ لتطمئن على صحة القلب وتوجه مجدداً لمتابعته إن شعرت بانتكاس أي أعراض.
نحن هنا لمساعدتك في الحفاظ على صحتك، احجز الآن في مستشفيات أندلسية لأفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية، من هنــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن الشفاء من التهاب التامور؟
هل التهاب التامور مرض مزمن؟
مشاركة المقال