التهاب أوتار اليد: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج الفعّالة
هل شعرت يومًا بألم حاد أو إحساس بالوخز في يدك أثناء الكتابة، أو أثناء استخدام هاتفك المحمول، أو حتى حمل الأشياء؟ يمكن أن تكون هذه الأعراض أكثر من مجرد تعب عابر فقد تكون علامات محتملة للإصابة لمشكلة التهاب الأوتار في اليد، والذي يعد أحد أكثر المشكلات العضلية شيوعًا في العصر الحديث، تشير الدراسات الحديثة إلى أن حوالي 30% من العاملين الذين يستخدمون أيديهم في المهام المتكررة، مثل الطباعة أو العمل اليدوي، يعانون من نوع من أنواع التهاب الأوتار خلال مسيرتهم المهنية، فما هو التهاب أوتار اليد؟ وما أسبابه، وكيف يمكن الوقاية منه قبل أن يتحول إلى عبء دائم على حياتنا اليومية؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
ما هو التهاب الأوتار في اليد؟
يعرف التهاب الأوتار في اليد على أنه حالة طبية تحدث نتيجة التهاب أو تهيج في الأوتار، وهي الأنسجة الليفية التي تربط العضلات بالعظام، ما يساعد على تحسين حركة المفاصل في اليد.
تتوزع الأوتار بشكل معقّد ودقيق لتمكين اليد من إتقان الحركات الدقيقة مثل الإمساك والكتابة واللمس، مما يجعلها عرضة للإجهاد المتكرر نتيجة الضغط المتواصل أو الاستخدام المفرط، فتبدأ في التورم أو التهيج، مسببةً ألمًا وتيبسًا يزداد مع الحركة، فغالبًا ما يتركز الالتهاب في مناطق محددة مثل المعصم، أو قاعدة الإبهام، أو مفاصل الأصابع.
توضح النقاط التالية أشهر أنواع التهاب الأوتار في اليد المتمثلة في:
- التهاب وتر دي كيرفان والذي يسبب ألمًا في قاعدة الإبهام نتيجة التهاب الأوتار التي تمر عبر مفصل اليد.
- التهاب الأوتار المثنية أو الباسطة: والذي يحدث نتيجة الاستخدام المفرط لليد، تحديداً في الأعمال التي تتطلب تكرارًا للحركة.
ما أسباب التهاب الأوتار في اليد؟
تتعدد أسباب التهاب الأوتار في اليد والتي تتنوع ما بين:
1. استخدام اليد بشكل مفرط في حركات متكررة، مثل الكتابة، الطباعة، استخدام الماوس مما يؤدي إلى تهيّج الأوتار مع الوقت.
2. الوضعيات الخاطئة وغير المريحة مما يضع ضغطاً زائداً على الأوتار.
3. الإصابات أو الصدمات المباشرة في اليد مثل الالتواء أو السقوط.
4. التقدم في العمر مما يجعل الأوتار أقل مرونة وأكثر عرضة للالتهابات.
5. الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري والتهاب المفاصل الروماتويدي.
6. الرياضات التي تعتمد على استخدام اليدين بشكل مكثف.
ما أعراض التهاب الأوتار في اليد التي لا يجب تجاهلها؟
تبدأ أعراض التهاب الأوتار في اليد عادة بأعراض خفيفة، إلا أن تجاهل هذه العلامات المبكرة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة وصعوبة علاجها لاحقًا، ومن هذه الأعراض:
- آلام حادة أو نابضة عند الحركة وتحديداً مسك الأشياء أو رفعها.
- تيبّس مفصل اليد وتحديداً في الصباح عند الاستيقاظ.
- التورّم أو الانتفاخ نتيجة النشاط الالتهابي المفصلي.
- صوت طقطقة داخل اليد.
- احتكاك عند حركة اليد.
- صعوبة في حمل الأِشياء أو الإمساك بالأدوات.
- الشعور بالحرقة أو التنميل أحيانًا.
وقد يتبادر إلى ذهنك تساؤل هو متى يجب زيارة الطبيب في حالات التهاب الأوتار؟ والإجابة باختصار في حال ظهرت عليك أي من الأعراض السابقة لا تتردد في استشارة الطبيب.
كيف يتم تشخيص التهاب الأوتار في اليد؟
يبدأ عادة تشخيص التهاب الأوتار في اليد بعدة اختبارات، يستخدم الطبيب فيها وسائل تصوير إضافية للتأكد من صحة التشخيص واستبعاد أسباب أخرى للألم، من خلال:
- التاريخ الطبي والذي يسأل الطبيب فيه عن وقت ظهور الأعراض ومدتها ومدى ارتباط هذه الحركات بالألم أو صعوبة الحركة.
- الفحص السريري والذي يتضمن فحص اليد والمعصم بصريًا للتحقق من التورم أو الاحمرار.
- اختبارات حركية بسيطة مثل اختبار فينكلشتاين (Finkelstein Test): الذي يُستخدم لتشخيص التهاب وتر دي كيرفان عن طريق طلب الطبيب من المريض قبض الإبهام داخل اليد وتحريك المعصم إلى الأسفل. إذا شعر المريض بألم حاد على جانب المعصم، فعندها يكون مصابًا بهذا النوع من الالتهاب.
- الفحوصات التصويرية مثل: الموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي لتحديد مدى الالتهاب والتمزق.
ما مدة شفاء التهاب الأوتار في اليد؟
تختلف مدة شفاء التهاب الأوتار في اليد حسب درجة الإصابة وسببها، ومدى الالتزام بالعلاج والراحة، والتي يمكن أن تنقسم إلى:
التهاب الأوتار الخفيف إلى المتوسط :
تتراوح مدة الشفاء منه من أسبوعين إلى 6 أسابيع، غالبًا ما يُعالج تمامًا بالأدوية والعلاج الطبيعي دون تدخل جراحي، ومن ضمن العوامل المؤثرة التي تساعد على الراحة هي: استخدام الكمادات الباردة، وتقليل النشاطات المتكررة، واستخدام الجبائر الداعمة عند الحاجة.
التهاب الأوتار المتوسط إلى الشديد:
تتراوح مدة الشفاء منه من 6 إلى 12 أسبوعًا، لأنه يتطلب المواظبة على جلسات العلاج الطبيعي واستخدام الجبائر لفترات أطول، بالإضافة إلى المواظبة على أدوية مضادة للالتهاب لفترة ممتدة، كما نلجأ في الحالات الأشد إلى اعتماد حقن الكورتيزون.
ما الفرق بين التهاب الأوتار والتهاب المفاصل؟
الفرق بين التهاب الأوتار والتهاب المفاصل باختصار يتمثل في أن التهاب الأوتار يصيب الأنسجة المحيطة بالمفصل ويكون عادة بسبب الإجهاد، أما التهاب المفاصل فهو مرض يصيب المفصل نفسه وقد يكون ناتجًا عن أمراض مزمنة ويسبب تآكلاً طبيعياً مع الوقت، ولكن النقاط التالية توضح الفرق بشكل أكثر تفصيلاً:
- أولًا: التهاب الأوتار (Tendinitis)
يحدث نتيجة التهاب في الوتر المعروف على أنه النسيج الذي يربط العضلات بالعظام، وهو ما ينتج بسبب الحركات المتكررة أو الإجهاد الزائد، فيظهر في صورة ألم عند الحركة المرتبطة بالوتر، وعادة ما يكون هذا الألم موضعيًا ويتحسن مع الراحة والكمادات، والعلاج الطبيعي، فلا يؤثر عادة على شكل المفصل أو يسبّب تشوّهات.
- ثانيًا: التهاب المفاصل (Arthritis)
يعرف على أنه التهاب داخل المفصل نفسه وتحديداً مكان التقاء عظمتين المفصل نفسه ويحدث غالباً بسبب مرض مناعي مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو تآكل المفصل بسبب التقدم في العمر.
يكون الألم عادة في هذه الحالة مستمرًا، ويظهر حتى أثناء الراحة، كما أنه يمكن أن يصيب أكثر من مفصل في نفس الوقت.
كيف يتم علاج التهاب الأوتار في اليد طبيًا؟
يهدف علاج التهاب الأوتار في اليد طبياً إلى تخفيف الألم وتقليل الالتهابات، واستعادة وظيفة اليد، ولكن هذا يعتمد على شدة الحالة، إليكم خطوات العلاج الطبي تفصيلياً:
العلاج التحفظي غير الجراحي المتمثل في:
- التوقف على الحركات المتكررة والمسببة للإجهاد.
- تعديل الرياضات التي تخفف من الحمل على مفصل اليد.
- وضع الكمادات الباردة لمدة 15 إلى 20 دقيقة لتخفيف الورم.
- اعتماد الجبائر أو دعامات اليد لتثبيت المعصم ومنع الحركة الزائدة للمفصل.
- الالتزام بالأدوية المضادة للالتهاب مثل: إيبوبروفين، ديكلوفيناك، أو نابروكسين.
- المواظبة على جلسات العلاج الطبيعي تحت إشراف طبيب مختص.
- اللجوء لحقن الكورتيزون في الحالات متوسطة الشدة إلى الشديدة والتي تحقن في منطقة الالتهاب مباشرة لتخفيف التورم والألم.
- حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP) والتي تُستخدم لتسريع تجديد الأنسجة.
- جلسات العلاج بالموجات التصادمية والمعروفة بال Shock wave therapy.
العلاج الجراحي:
والذي يعتمد إجراؤه في الحالات المستعصية أو عند حدوث تمزق في الوتر، فيتم من خلاله تنظيف الأنسجة الملتهبة أو إصلاح التمزق، يتبعه برنامج تأهيلي للعلاج الطبيعي.
يُعد التهاب الأوتار في اليد من الحالات الطبية الشائعة التي قد تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الفرد وقدرته على أداء الأنشطة اليومية البسيطة، فبالرغم أن الكثيرين يتجاهلون الأعراض في بدايتها، إلا أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب بالتأكيد يُحدثا فرقًا كبيرًا في سرعة التعافي ومنع المضاعفات، تذكروا دائماً أن الوقاية تكمن في تجنب الإجهاد المتكرر، واستخدام الوضعيات الصحيحة، والاهتمام بإشارات الجسم، فاليد أداة أساسية في حياتنا اليومية، والعناية بها ليست رفاهية، بل ضرورة. يمكنك الحجز الان و تطمأن علي صحتك في افضل مستشفي في المملكة
مشاركة المقال