اكتشف أسرار التعامل مع الإكزيما التأتبية عند الأطفال: دليل شامل للأسباب والأعراض وأحدث طرق العلاج

هل تبحث عن علاج إكزيما الأطفال أو تعاني من حكة وجفاف متكرر في بشرة صغيرك؟ الاكزيما التأتبية هي أشهر أنواع التهابات الجلد المزمنة التي تصيب ملايين الأطفال حول العالم، وتظهر في شكل نوبات من الاحمرار والحكة والجفاف قد تعود مرة بعد أخرى.  

نجيب لك خلال الأسطر التالية على أهم الأسئلة: ما أسباب الأكزيما التأتبية؟ وكيف تبدو أعراضها عند الرضع والأطفال؟ وما أحدث طرق العلاج والسيطرة على النوبات؟ 

ما هي الاكزيما التأتبية ؟ 

الاكزيما التأتبية هي أشهر أنواع الأكزيما وأشهر الالتهابات الجلدية التي تحدث على مستوى العالم، إذ تشير الإحصائيات إلى أنها تصيب حوالي 230 مليون شخص على مستوى العالم. 

يمكن أن تصيب الأكزيما أي مكان في الجلد، لكنها عادةً ما تظهر على الركبتين والأكواع واليد، وتصيب الأطفال بنسبة أكبر من غيرهم. 

من الضروري أن تعرف أن الأكزيما هي مرض مزمن يأتي في شكل نوبات، وبين النوبة والأخرى ينبغي عليك تجنب المهيجات للتحكم في المرض بشكل صحيح. 

أسباب الاكزيما التأتبية 

تحدث أكزيما الجلد التأتبية بشكل أساسي نتيجة رد فعل غير طبيعي من جهازك المناعي، إذ يتعرف على خلايا الجلد على أنها أجسام غريبة ويبدأ في محاربتها بشكل مفرط، وبالتالي ينهار حاجز البشرة الطبيعي وتزداد حساسيتها، وتبدأ دائرة مفرغة من الالتهاب المزمن. هناك العديد من العوامل الخارجية التي تحفز ظهور اعراض الأكزيما التأتبية، أهمها: 

• المواد المُسببة للحساسية. 
• العدوى الجلدية. 
• التغيرات الهرمونية كما يحدث في فترة الحمل. 
• الضغط النفسي. 
• تغير درجات الحرارة سواء البرد القارص أو الحر الشديد. 

أعراض وشكل الاكزيما التأتبية 

تظهر الاكزيما التأتبية في شكل تغيرات في لون الجلد وملمسه بالشكل التالي: 

• حكة في الجلد. 
• تغير لون الجلد للأحمر أو الأرجواني أو البني أو الرمادي. 
• طفح جلدي. 
• تشقق وجفاف الجلد. 
• تورم. 
• قشور أو نتوءات صغيرة مملؤة بالسوائل. 

تختلف أعراض الأكزيما التأتبية ومكان ظهورها من شخص لآخر، فالأغلبية العظمى من المرضى تظهر عليهم الاكزيما التأتبية في أماكن انحناءات الجلد أو الثنايا، مثل خلف الركبتين أو الجزء الداخلي من مفصل الكوع، ولكنها يمكن أن تُصيب أي منطقة أخرى في الجسم. 

يمكن أن يختلف شكل الاكزيما التأتبية من شخص لآخر حسب لون الجلد، فالأشخاص ذوي البشرة الفاتحة تظهر لديهم الأكزيما في شكل بقع حمراء، بينما الأشخاص ذوي البشرة الداكنة تظهر لديهم الأكزيما في شكل بقع رمادية أو أرجوانية. 

متى تنتهي الأكزيما عند الأطفال؟ 

الأكزيما هي مرض مزمن لا يمكن التخلص منه بشكل نهائي، لكن يمكنك التحكم في بعض العوامل المحيطة لتهدئة الأعراض والتحكم في المرض بشكل أفضل وعلاج أكزيما الأطفال. 

الأكزيما التأتبية عند الأطفال 

يمكن أن تظهر الاكزيما التأتبية عند الأطفال بدءًا من الأطفال الرضع وحتى سن المراهقة كما يلي: 

• الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة تظهر عليهم الأكزيما في منطقة الخدود والجبهة وفروة الرأس، ويمكن أن تنتشر أيضًا إلى الجذع والمرفقين. 
• الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين تظهر عليهم الأكزيما على الكوع والركبة، بالإضافة إلى أكزيما الرقبة. 

مضاعفات التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال 

تشمل مضاعفات التهاب الجلد التأتبي عند الأطفال والكبار ما يلي: 

• العدوى البكتيرية أو الفيروسية. 
• الخراج الجلدي. 
• انتشار البكتيريا ووصولها إلى الدم أو العظام. 

علاج الأكزيما التأتبية

لا يوجد علاج نهائي للاكزيما التأتبية، لكن الأدوية الموصوفة يمكن أن تساعد على تهدئة الأعراض والتحكم في المرض بشكل أفضل، وإليك أهم تلك الأدوية. 

الترطيب الموضعي 

تلعب المرطبات الموضعية دورًا كبيرًا في علاج أكزيما الأطفال والكبار، إذ يجب ترطيب الجلد بشكل منتظم بمعدل مرتين لثلاث مرات يوميًا، خاصةً بعد الاستحمام لتجنب جفاف الجلد. 

يمكنك اللجوء بشكل خاص إلى الكريمات والمراهم (مثل الفازلين) لأنها تحتوي على الكثير من الزيت، بينما المستحضرات الأخرى تحتوي على كمية كبيرة من الماء وبالتالي لا تساعد بشكل فعال. 

الكورتيزون الموضعي 

من أهم الأدوية في علاج الاكزيما التأتبية، إذ تساعد مراهم الكورتيزون بشكل كبير في تخفيف التهابات الجلد، لكن ينبغي دائمًا اللجوء للطبيب قبل استخدامها لأنها تختلف في قوتها من نوع لآخر، ويجب استخدامها بحرص في المناطق الحساسة من الجسم، كما أنها تحمل بعض المضاعفات في حالة الأطفال الرضع. 

الأدوية الأخرى 

في بعض الحالات المتقدمة يمكن استخدام أدوية موضعية أخرى مضادة للالتهابات تعمل على تحسين حاجز البشرة، أو يمكن اللجوء إلى الأدوية الفموية المختلفة، مثل مضادات الهيستامين، والأدوية التي تحتوي على الكورتيزون، والمضادات الحيوية في حالات العدوى البكتيرية. 

العلاج غير الدوائي 

يمكن أن يرشح الطبيب استخدام بعض العلاجات غير الدوائية، أهمها: 

1. العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية.
2. الأغطية المُبللة التي توضع على المناطق المتحسسة من الجلد. 

هل التهاب الجلد التأتبي خطير؟ 

لا، التهاب الجلد التأتبي ليس خطيرًا وعادةً ما يمكن التحكم في المرض بسهولة من خلال اتباع طرق الوقاية والمواظبة على استخدام العلاجات الموصوفة. 

كيفية السيطرة على المرض ومنع تكراره 

إليك بعض النصائح الأساسية والتعليمات للسيطرة على الأكزيما وتقليل عدد النوبات: 

1. تجنب العوامل التي تُسبب جفاف الجلد أو الحكة. 
2. استحم بالماء الدافئ، وتجنب الماء البارد أو الساخن لأنه يسبب تهيج الأكزيما. 
3. استخدم موادًا لطيفة على بشرتك وتجنب المقشرات والمناشف القاسية. 
4. استخدم مرطبات خالية من العطور بعد الاستحمام مباشرةً أو غسيل الأيدي، ثم ارتداء قفازات قطنية للحفاظ على الرطوبة. 
5. تجنب ملامسة منتجات النظافة المنزلية وأنواع الصابون والعطور المختلفة لأنها يمكن أن تهيج الأكزيما. 
6. ارتدِ ملابس قطنية خفيفة وتجنب الأصواف بأنواعها. 
7. كن حريصًا على غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها باستخدام أنواع صابون خالي من العطور. 
8. راقب المواد أو العوامل التي تهيج أكزيما اليدين وغيرها لديك، واحرص على تجنبها. 
9. تجنب التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة. 

هل يمكن الشفاء من الأكزيما التأتبية نهائياً؟ 

لا يمكن الشفاء من الأكزيما التأتبية نهائيًا لأنها مرض مزمن، يمر طوال حياتك بفترات من النشاط وفترات أخرى من الخمول. 

الفرق بين الحساسية الجلدية والأكزيما التأتبية 

الاكزيما التأتبية هي نوع مُحدد من أشكال الحساسية تظهر في شكل جفاف وحكة وطفح جلدي مختلف الألوان، بينما الحساسية الجلدية هي مصطلح عام يشير إلى مختلف ردود الفعل التحسسية التي يمكن أن تُصيب الجلد. 

الاكزيما التأتبية ليست مرضًا خطيرًا، لكنها حالة مزمنة تحتاج إلى متابعة دائمة وخطة علاج متكاملة تبدأ بالترطيب المنتظم وتجنب المهيجات، وحتى الأدوية الموصوفة من الطبيب.  السر يكمن دائمًا في السيطرة على المرض، وتقليل النوبات، وحماية بشرة طفلك من الجفاف والالتهابات المتكررة، لذا احرص على المتابعة المستمرة للوقاية من مضاعفات الأكزيما.