علاج ارتجاع المريء

اعراض الارتجاع المريئي | الأسباب والعلاج النهائي

الأمراض الباطنة

هل تعاني من تدفق الطعام أو سوائل حمضية إلى نهاية حلقك وخاصةً بعد تناول الطعام أو في أثناء النوم؟ قد تكون هذه اعراض الارتجاع المريئي وهو أحد الاضطرابات الهضمية التي تصيب الملايين حول العالم  وعلى الرغم من كونه حالة ليست مقلقة فإنه قد يسبب انزعاجًا شديدًا ويؤثر في الحياة اليومية وإذا تُرك دون علاج فقد يتفاقم مسببًا مضاعفات، إذا كنت تعاني من ارتجاع المريء فإليك أهم المعلومات عن هذه الحالة وكيفية التعامل معها. 

ما هو ارتجاع المريء؟ 

مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) هو اضطراب هضمي شائع يحدث لنسبة كبيرة من الأشخاص ووفقًا للإحصاءات في 2021، فإن عدد حالات GERD العالمية وصل تقريبًا 826.6 مليون حالة.  يساعد فهم مرض الارتجاع المعدي المريئي على التحكم في الأعراض وحماية صحة الجهاز الهضمي على المدى الطويل.  

تعريف الارتجاع المريئي 

يحدث ارتجاع المريء عندما يتدفق حمض المعدة بشكل متكرر إلى المريء، مما يُهيّج بطانته. وعلى الرغم من أن ارتجاع الحامض المعدي في بعض الأحيان قد يكون أمرًا طبيعيًا، فإن حدوثه بشكل متكرر يؤثر في قدرة الشخص على القيام بالمهام اليومية. في معظم الحالات يكون ارتجاع المريء مزمنًا، ويتم تشخيصه عندما يحدث الارتجاع الحمضي أكثر من مرتين أسبوعيًا أو يُسبب انزعاجًا شديدًا. 

الفرق بين الحموضة وارتجاع المريء 

قد يظن البعض أن ارتجاع سوائل حمضية في نهاية الحلق يشير بالضرورة إلى الإصابة بارتجاع المريء، وهنا يجب التفرقة بين حالتين يخلط البعض بينهما وهما الحموضة والارتجاع المريئي وعلى الرغم من أن كلا الحالتين يرتبطان بحمض المعدة فإنهما مختلفتان. 

تشير الحموضة إلى زيادة إنتاج حمض المعدة، وغالبًا ما تُسبب إحساسًا بالحرقان خاصةً في منطقة أعلى المعدة أو كما تُعرف في اللغة الدارجة بـ فُم المعدة. عادةً ما تكون الحموضة عرضية ومؤقتة. 

أما الارتجاع الحمضي هو ارتداد حمض المعدة إلى المريء بشكل متكرر وعادةً ما يكون مزمنًا. 

ما هي أسباب ارتجاع المريء؟ 

مرض الارتجاع المعدي المريئي صورة بالمنظار لضيق المعدة تظهر تضييق المريء بالقرب من التقاطع مع المعدة بسبب الارتجاع المعدي المريئي المزمن في حالة تصلب الجلد.
 

هناك العديد من الأسباب لارتجاع المريء أو مرض الارتجاع المعدي المريئي. يحدث ذلك في أغلب الأحيان عندما تتوقف العضلة العاصرة المريئية السفلية (وهي عضلة دائرية ضيقة، ، تقع في الطرف السفلي من المريء بالقرب من المعدة) عن العمل بشكل صحيح. 

تنفتح هذه العضلة عادةً عند ابتلاع الطعام للسماح له بالمرور إلى المعدة، ثم تُغلق مرة أخرى لمنع ارتجاع الطعام وحمض المعدة.  

عندما لا تعمل هذه العضلة بشكل صحيح، تضعف وتعود محتويات المعدة إلى الوراء، مما يُسبب اعراض الارتجاع المريئي. 

يرتبط ارتجاع المريء أحيانًا بفتق الحجاب الحاجز والذي يحدث عندما ينزلق الجزء العلوي من المعدة إلى الصدر. 

يمكن أن تتفاقم اعراض الارتجاع المريئي في الحالات التالية: 

1- تناول وجبة كبيرة. 

2- تناول أطعمة دسمة أو حارة بشكل مفرط. 

3- تناول بعض الأطعمة المحفزة مثل الحمضيات، والطماطم، والشوكولاتة، والنعناع، والثوم، والبصل. 

4- تناول الطعام قبل النوم مباشرةً. 

5- شرب القهوة أو الكحول. 

6- التدخين. 

7- زيادة الوزن أو السمنة. 

8- اتباع نمط حياة خامل. 

9- التوتر الزائد أو القلق. 

10- الحمل. 

11- ارتداء ملابس ضيقة حول البطن. 

12- تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على المعدة، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين. 

13- تناول مرخيات العضلات أو أدوية ضغط الدم. 

14- الاستلقاء مباشرة بعد الأكل. 

اعراض ارتجاع المريء الشائعة 

العرض الرئيسي لارتجاع المريء هو حرقة المعدة، والتي غالبًا ما توصف بأنها شعور حارق في الصدر، مصحوبة بتقيؤ سائل حامض أو مُر إلى الحلق أو الفم. الشعور بحرقة المعدة والتقيؤ هي السمة الأساسية لارتجاع المريء. 

قد تشمل اعراض الارتجاع المريئي أيضًا: 

  • طعمًا لاذعًا أو حمضيًا في الفم. 
  • غثيان.  
  • تجشؤ. 
  • انتفاخ. 
  • سعال جاف أو تفريغ متكرر من الحلق. 
  • التهاب الحلق، بحة في الصوت، أو التهاب الحنجرة. 
  • ضيق في التنفس. 
  • تفاقم أعراض الربو. 
  • تآكل مينا الأسنان. 
  • صعوبة في البلع أو الشعور بوجود كتلة في الحلق. 
  • ألم في الصدر (قد يكون ألم الصدر الشديد حالة أكثر خطورة من مرض الارتجاع المعدي المريئي، ويتطلب مساعدة طبية فورية). 

أعراض الارتجاع المعدي المريئي الصامت

الارتجاع الصامت، المعروف أيضًا باسم الارتجاع الحنجري البلعومي، لا يُسبب أي أعراض. ومع ذلك، قد تشمل المضاعفات تهيجًا طويل الأمد في الحلق، وتندبًا، وقرحًا، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. 

إذا صاحب الارتجاع المريئي الصامت أعراض فإنها قد تشمل: 

  • طعم مر في الحلق. 
  • التهاب الحلق أو إحساس حارق فيه. 
  • صعوبة في البلع. 
  • بحة في الصوت. 
  • الشعور المتكرر بالحاجة إلى تنظيف الحلق. 
  • التنقيط الأنفي الخلفي المزمن (الشعور بوجود إفرازات تتسرب من الأنف إلى الحلق). 
  • تفاقم أعراض الربو. 

علامات ارتجاع المريء عند الكبار 

لا تختلف علامات ارتجاع المريء عند الكبار عما سبق ذكره، وتعد حرقة المعدة كما وضحنا هي السمة المميزة إلى جانب الأعراض التالية:  

ارتجاع الطعام أو السوائل الحامضة. 

صعوبة البلع. 

سعال مزمن أو تهيج في الحلق. 

رائحة الفم الكريهة. 

ألم أو حرقة بعد تناول الطعام. 

الاستيقاظ بطعم حامض في الفم. 

أعراض ارتجاع المريء المستمرة 

في حال عدم علاج ارتجاع المريء فإنه يصبح مزمنًا وقد تستمر بعض أعراضه مع المريض وتصبح متكررة بما في ذلك: 

  • ألم الصدر. 
  • القيء. 
  • صعوبة البلع. 

مضاعفات الارتجاع المريئي 

قد يعاني المرضى المصابون بارتجاع المريء الحاد من مضاعفات إذا تُركت الحالة دون علاج وتشمل: 

  • التهاب المريء. 
  • تضيق المريء. 
  • مريء باريت. (تغيرات ما قبل السرطان). 
  • زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء. 

علامات الشفاء من ارتجاع المرئ 

إذا كنت تتابع مع طبيب لعلاج ارتجاع المريء فيمكن معرفة ما إذا كان العلاج فعالًا من خلال بعض العلامات التي تشير إلى التعافي من الارتجاع المريئي ومنها:  

1- الأعراض أقل تكرارًا. 

2- قلة حدة الأعراض. 

3- اختفاء الأعراض تمامًا. 

مع ذلك إذا شعرت بتحسن لا يجب وقف العلاج إلا بعد استشارة الطبيب فقد تُصاب بـ اعراض الارتجاع المريئي مرة أخرى لذا من المهم أيضًا أن تحافظ على نظام غذائي صحي وتتجنب الأطعمة التي تسبب الحموضة، مع الحفاظ على وزن صحي لتقليل فرص الإصابة به مرة أخرى. 

هل ارتجاع المريء يسبب الوفاة؟ 

ارتجاع المريء في حد ذاته ليس حالة مهددة للحياة، لكن الارتجاع المزمن إذا تُرك دون علاج فقد يسبب مضاعفات صحية خطيرة، وقد تُهدد الحياة، مثل مريء باريت وهو حالة قبل سرطانية قد تتفاقم إلى سرطان المريء. 

متى تختفي أعراض ارتجاع المرئ؟ 

إذا تُرك ارتجاع المريء دون علاج فقد تستمر الأعراض لأسابيع أو حتى أشهر وقد يؤدي إلى مضاعفات. 

عادةً ما تتحسن اعراض الارتجاع المريئي بعد تناول الأدوية لمدة ٤ أو ٨ أسابيع، حسب شدة الارتجاع الحمضي لديك.  

قد توفر أدوية مضادات الحموضة تلطيفًا سريعًا لحرقة المعدة في غضون فترة قصيرة من تناولها ولكن إذا لم يُعالج السبب الرئيسي فقد يتكرر الشعور بالحرقة بعد زوال تأثير الدواء. 

الأطعمة والعوامل التي تزيد من حدة ارتجاع المريء 

تتفاقم اعراض الارتجاع المريئي بسبب العديد من الأطعمة والتي يُنصح بتجنبها في النظام الغذائي وعلى رأسها: 

  • الأطعمة المقلية. 
  • الوجبات السريعة. 
  • البيتزا. 
  • رقائق البطاطس. 
  • المأكولات الحارة ومسحوق الفلفل الحار والفلفل (الأبيض، الأسود). 
  • اللحوم الدهنية المصنعة كالبرجر والسوسيز وغيرها. 
  • الجبن. 
  • الأطعمة الدسمة. 
  • المشروبات الغازية. 
  • الشوكولاتة. 
  • الكافيين والكحوليات. 

إلى جانب الأطعمة فقد تتسبب بعض العادات اليومية في تزايد أعراض الارتجاع المريئي ومنها: 

  • التدخين. 
  • الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام. 
  • التوتر. 
  • ارتداء ملابس ضيقة. 
  • تناول وجبات كبيرة. 
  • قلة النشاط البدني والخمول. 

كيف يتم تشخيص ارتجاع المريء؟ 

لتشخيص ارتجاع المريء، سيسألك الطبيب عن الأعراض التي تعاني منها وسيجري فحصًا بدنيًا وقد يطلب فحوصًا لتأكيد التشخيص مثل:  

1- التنظير الداخلي: يُدخل الطبيب أنبوبًا مرنًا مزودًا بضوء وكاميرا صغيرة (منظار داخلي) عبر الحلق لرؤية داخل المريء والمعدة. إذا لزم الأمر، يمكن أخذ عينة من الأنسجة (خزعة) أثناء التنظير الداخلي. 

2- مراقبة درجة الحموضة: يتحقق هذا الاختبار من وجود حمض المعدة في المريء. 

3- اختبار حركة المريء: يقيس هذا الاختبار ما إذا كان المريء يعمل بشكل صحيح، ويُجرى من خلال إدخال أنبوب رفيع ومرن (قسطرة) عبر الأنف، عبر المريء، وصولًا إلى المعدة. 

4- اختبار ابتلاع الباريوم أو وجبة الباريوم: هو اختبار لتقييم قدرتك على البلع والبحث عن أي انسدادات أو تشوهات في المريء. سيتم إعطاؤك أولًا محلول الباريوم، ثم تُجرى لك بعض صور الأشعة السينية. الباريوم مادة غير ضارة تظهر بوضوح في صور الأشعة السينية أثناء مرورها عبر جهازك الهضمي. 

5- فحوص الدم: في بعض الأحيان، قد يُجرى فحص دم للتحقق من فقر الدم، والذي قد يكون علامة على نزيف داخلي. 

6- قياس الضغط المريئي: يُستخدم قياس الضغط لتقييم مدى كفاءة عمل الحلقة العضلية في نهاية المريء. يتم تمرير أنبوب صغير عبر أنفك ثم إلى المريء. يحتوي الأنبوب على مستشعرات ضغط يمكنها اكتشاف الضغط في المريء. 

علاج الارتجاع المريئي 

لا يقتصر علاج ارتجاع المريء على الأدوية فتعديلات النظام الغذائي والعادات اليومية تساهم بشكل كبير في تحسين الأعراض. 

  • التغييرات في نمط الحياة 

قد تساعد الإجراءات التالية على تقليل حرقة المعدة واعراض الارتجاع المريئي الأخرى: 

  • تناول وجبات أصغر على مدار اليوم، فبدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة يوميًا يمكن تقسيمها إلى ست وجبات. 
  • لا تأكل قبل النوم بثلاث أو أربع ساعات، وتجنب تناول أكبر وجبة في اليوم في المساء. 
  • تجنب أي شيء قد يثير الأعراض - تشمل المحفزات الشائعة القهوة والشوكولاتة والطماطم والأطعمة الدهنية أو الحارة. 
  • تجنب ارتداء ملابس ضيقة خاصةً حول البطن. 
  • ارفع رأسك عند النوم على وسادة لتخفيف الأعراض. 
  • حاول الاسترخاء، فالتوتر قد يُفاقم حرقة المعدة وارتجاع المريء، لذا قد يُفيدك تعلم تقنيات الاسترخاء إذا كنت تشعر بالتوتر باستمرار. 
  • حافظ على وزن صحي - إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، فقد يُساعد فقدان الوزن على تقليل الأعراض. 
  • توقف عن التدخين - فالدخان قد يُهيج جهازك الهضمي وقد يُفاقم الأعراض. 

إذا كنت تتناول أدوية لحالات صحية أخرى، فاستشر الطبيب لمعرفة ما إذا كانت تزيد من الأعراض مثل الأسبرين. 

العلاج الدوائي 

تتوفر أدوية حرقة المعدة وارتجاع المريء التي تُصرف دون وصفة طبية في الصيدليات وتشمل:  

1- مضادات الحموضة - تُعادل آثار حمض المعدة. 

2- الألجينات - تُنتج طبقة تحمي المعدة والمريء من حمض المعدة مثل الجافيسكون. 

إذا لم تتحسن الأعراض مع تناول الأدوية السابقة، أو اتباع النصائح السابق ذكرها، فقد يوصي الطبيب بالأدوية التالية: 

مثبطات مضخة البروتون (PPIs): تعمل هذه الأدوية عن طريق تقليل كمية الحمض التي تُنتجها المعدة، وعادةً ما يُعطى المريض جرعة من هذه الأدوية لمدة شهر. 

مضادات مستقبلات الهيستامين 2 (H2RAs): إذا لم تنجح مثبطات مضخة البروتون في السيطرة على الأعراض، فقد يُنصح بتناول مضادات مستقبلات الهيستامين لفترة قصيرة والتي تقلل من الحمض التي تُنتجها المعدة. 

 

العلاج الجراحي لارتجاع المريء 

إذا لم تجدِ العلاجات السابقة نفعًا أو تسببت في آثار جانبية مزعجة، أو إذا كنت لا ترغب في تناول الدواء على المدى الطويل فقد يوصي الطبيب بجراحة نيسن لثني القاع بالمنظار (LNF)، وهي نوع من جراحات المناظير. 

تُستخدم هذه العملية لشدّ حلقة العضلة في أسفل المريء، مما يساعد على منع تسرب الحمض من المعدة، وتُجرى في المستشفى تحت تأثير التخدير العام.  

الأسئلة الشائعة حول ارتجاع المريء 

تتزايد الأسئلة حول ارتجاع المريء ونجيب عن التساؤلات الشائعة عنه، فيما يلي: 

كيف أعرف أنني أعاني من ارتجاع المريء؟ 

إذا كنت تعاني من حرقة المعدة المتكررة، والتجشؤ، وتقيؤ سوائل حمضية أو بقايا الطعام وشعور بعدم الراحة بعد تناول الوجبات، فقد تكون مريضًا محتملًا بارتجاع المريء، مع ذلك قد تكون هذه الأعراض دلالة على مشكلات صحية أخرى لذا يجب استشارة الطبيب لتأكيد الأعراض. 

ما هو الحل السريع لارتجاع المرئ؟ 

تعد مضادات الحموضة المتوافرة في الصيدليات دون وصفة طبية هي الحل الأسرع لتخفيف أعراض ارتجاع المريء والحموضة إذ تعمل على تبطين جدار المريء وتلطيف الحرقة. 

ما هو أفضل علاج للارتجاع المريئي؟ 

أفضل خطة علاجية لارتجاع المريء تلك التي تتضمن الجمع بين أدوية مثبطات مضخة البروتون، وتعديلات النظام الغذائي، وتغييرات نمط الحياة. 

 

التعامل مع اعراض الارتجاع المريئي قد يمثل تحديًا خاصةً أنه قد يؤثر في القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، وعلى الرغم من كونه حالة ليست مقلقة فلا يجب التهاون بها لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تعالج، ولهذا ننصحك إذا كنت تعاني من حرقة متكررة في المعدة باستشارة طبيب لمعرفة السبب ورائها وعلاجها في وقت مبكر. 

 

 

 

    مشاركة المقال